منظومة عمل متكاملة، جوهرها رعاية شؤون المواطنين في الخارج، تعمل على تنفيذها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بقيادة ذات كفاءة وفاعلية واقتدار يجسدها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي؛ فالعين الساهرة لبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، تبقى دوماً حريصة على توفير جميع أشكال الدعم والرعاية والخدمات المتطورة لأبنائنا، سواء من المقيمين في الخارج أو المسافرين إلى مختلف دول العالم بغرض السياحة أو العلاج أو التعليم.
ومع حلول موسم الإجازات الصيفية، سعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، من خلال خدمة «تواجدي»، إلى إصدار حزمة من التعليمات والإرشادات لأبناء الوطن خلال سفرهم في الخارج، ومنها عدم ارتداء الزي الرسمي أثناء السفر، وأخذ الحيطة والحذر عند وجودهم أو إقامتهم هناك، نظراً للتطورات والأوضاع الأمنية التي تشهدها بعض الدول الأوروبية، كردة فعل على الاضطرابات والأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر خلال زيارتهم أو وجودهم في الأماكن السياحية المشهورة في بعض الدول الأوروبية، تحسباً لاحتمالات تعرضهم لحوادث اعتداء بقصد الاحتيال والسرقة، بالإضافة إلى الالتزام بقانون حظر البرقع (النقاب)، المطبق في بعض الدول والمدن الأوروبية، التي تحظر ارتداءه في المؤسسات والأماكن العامة، واحترام القوانين العامة للبلد المضيف، حرصاً على تمثيل دولة الإمارات بصورة مشرفة في الخارج.
وأكد مواطنون خلال استطلاع أجرته «البيان»، أن الدبلوماسية الإماراتية في رعاية شؤون أبناء الوطن في الخارج، تتسم بالاحترافية الشديدة، وهو ما ظهر بجلاء في الحادثة الأخيرة التي تعرض له مواطن في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدين أن ما تقدمه «الخارجية» من متابعة دؤوبة لأبناء الوطن في السفر والترحال، هي الضامن الأمثل لتمتعهم بإقامة هانئة في الخارج، خاصة أن هذه المتابعة ترتكز على منهج علمي مدروس، يشمل التوعية وإصدار التعليمات والإرشادات قبل اتخاذ قرار السفر، وصولاً إلى المتابعة الدؤوبة طوال فترة الإقامة في الخارج، والاستجابة الفورية في حالات الطوارئ.
وفي نفس السياق، أشار قانونيون إلى أهمية التقيد بالتحـــذيرات الصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، مستعرضين عدداً من الخطوات القانونية التي ينبغي على أبناء الوطن التقيد بها في الخارج، من أجل ضمان عدم تعرضهم لمشاكل، كما تطرقوا إلى الإجراءات التي يجب التقيد بها عند التعرض لأي ظرف طارئ.
اهتمام
وقال خالد محمد «مواطن»، إن رعاية شؤون أبناء الوطن في الخارج نموذج يحتذى، وهو ما لمسه عن قرب من خلال معايشته لابنه الذي يدرس في جامعة بالولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف: «كان هناك متابعة مستمرة لابني طوال مدة دراسته في الخارج، وحرص على التعرف بشكل مستمر إلى انتظامه في الدراسة والتزامه التام، كذلك الاطلاع أولاً بأول على مستوى تحصيله العلمي، مشيراً إلى أن جميع هذه الأمور انعكست بشكل كبير علينا كأولياء أمور، حيث خلقت لنا حـــالة من الطمأنينة على أبنائنا في الخارج».
وأشار سالم سهيل «مواطن»، إلى عدم تقيد بعض المواطنين بتعليمات الخارجية في ما يتعلق بالسفر للخارج، هو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوقوع في مشاكل، لافتاً إلى أن حتى في مثل هذه الحالات، يجد أبناء الوطن مسؤولي بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج إلى جوارهم، من أجل مساعدتهم على تجاوزها، ومن ثم التأكيد لهم على ضرورة الالتزام بالإرشادات اللازمة لضمان إقامة نموذجية لهم في الخارج دون عراقيل.
فعالية
وقال حمد البلوشي «مواطن»، إن الدبلوماسية الإماراتية في رعاية شؤون المواطنين في الخارج، تتسم بالفعل بالاحترافية الشديدة، وهو ما تجلى بوضوح، من خلال التعامل مع الأزمة الأخيرة، التي تعرض لها مواطن في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف: «سافرت كثيراً خارج الدولة، وأجزم أن الالتزام بالتعليمات والإرشادات والتحذيرات التي تصدرها الخارجية بشكل دوري، يضمن عدم التعرض لأي حوادث طارئة في الخارج»، متابعاً: «إن هذه التدابير هدفها في المقام الأول حماية ورعاية المواطنين، ويجب التقيد بها».
وقال فيصل الزعابي «مواطن»، إن تجنب الوقوع في حوادث على غرار ما حدث للمواطن في الولايات المتحدة الأميركية، يتطلب الالتزام بتعليمات وزارة الخارجية، مضيفاً أن التعامل الاحترافي للدبلوماسية الإماراتية مع هذه الحادثة، وسام على صدر كل مواطن، ومصدر فخر للجميع. وأضاف: «أرى أن التسجيل في خدمة «تواجدي» خلال الشروع في السفر للخارج، أمر هام للغاية، خاصة أن هذه الخدمة تجعلنا جميعاً على تواصل مع بعثتنا الدبلوماسية في الخارج لحظة بلحظة، ونجدهم إلى جوارنا في حال وقوع أي طارئ».
مكانة مرموقة
وقال غانم المزروعي «مواطن»: «إنه مع المكانة المرموقة التي وصل لها جواز السفر الإماراتي، ووجوده ضمن قائمة أقوى جوازات السفر على مستوى المنطقة والعالم، أصبح المواطن عند وجوده في أي دولة بالعالم، يحظى بأعلى درجات التقدير، فوجوده مرحب به على الدوام، مضيفاً أنه «من الواجب علينا نحن أبناء الوطن، أن نكون على قدر هذه المسؤولية، ونقدم صورة مشرفة عن وطننا، وأن نعمل على الالتزام بكافة التعليمات الصادرة عن وزارة الخارجية، من أجل ضمان عدم التعرض لأي حادث في الخارج».
وقال زايد المزروعي «مواطن»، إن الخارجية عملت على خلق قناة للتواصل على مدار 24 ساعة مع أبناء الوطن، من خلال خدمة «تواجدي»، مؤكداً أن التسجيل في هذه الخدمة، هو الــضامن الأمثل للحصول على الدعم اللازم في حالات الطوارئ.
وأضاف: «أرى أن تجنب التعرض لأي مشاكل في الخارج أو حوادث على غرار ما حدث مؤخراً، يكمن في أمر بسيــــط للغاية، وهــــو الالتزام بما ورد في تعليمات وإرشادات ونصائح وتحذيرات وزارة الخارجية، حيث إنها لم تترك أي شيء يمكن أن يتـــعرض له المواطن في الخارج وكيــــفية التعامل معه، إلا وتطرقت إليه.
احترافية
وأكد محمد عبد الله «مواطن»، أن المتتبع لرد فعل الدبلوماسية الإماراتية للحادثة التي تعرض لها أحد أبناء الوطن في الولايات المتحدة الأميركية، يشعر بالفخر لهذا الحرص الكبير من جهاتنا المعنية على دعم أبناء الوطن، وصون حقوقهم في أي مكان في العالم، وهو الأمر الذي انعكس أفعالاً وقرارات فورية جراء هذه الحادثة، بدأت بدعم هذا المواطن، وصولاً إلى تقديم اعتذار رسمي من جهات عليا في وقت قياسي، على ما بدر تجاهه دون قصد، خلال وجوده في الخارج.
ويرى أن التقيد الكامل بتعليمات الخارجية، هو السبيل الأفضل لعدم التعرض لأي مشاكل جراء الوجود في الخارج، فالمطّلع على التحذيرات ورسائل التوعية والإرشادات المستمرة الصادرة من الوزارة، يجد أنه لا تهمل أي أمور، وتقود في نهاية المطاف إلى تحقيق إقامة مثالية لكافة أبناء الوطن في الخارج.
وأشار إلى أن إهمال البعض لهذه التعليمات، هو ما يتسبب في وقوع بعض الحوادث البسيطة، التي لا تقارن بالأعداد الكبيرة التي تسافر سنوياً من أبناء الوطن للخارج، وتحظى بكافة أشكال الرعاية والاهتمام، سواء من بعثاتنا الدبلوماسية الموجودة في الخارج، أو كذلك من مسؤولي هذه الدولة، خاصة بعد المكانة الكبيرة التي وصل لها أبناء الوطن في دول الخارج، وحصولهم على إعفاء من التأشيرة لأكثر من 100 دولة حول العالم.
تدابير قانونية
وقال المحامي محمد المرزوقي، إن هناك حزمة من التدابير القانونية التي يجب على أبناء الوطن التقيد بها خلال سفرهم في الخارج، ومن أهمها، اتباع الإجراءات القانونية للدولة المضيفة والالتزام بها، والسعي إلى اختيار محامٍ مرخص وموثوق به للتعامل معه في حالات الضرورة، من خلال التواصل مع البعثة الدبلوماسية للدولة.
وأضاف: «من الأمور التي يجب الابتعاد عنها خلال السفر للخارج، عدم الاحتفاظ أو حمل الأوراق الثبوتية الخاصة بأي شخص آخر أياً كان، بما فيهم الزوجة، فهذا الأمر في بعض الدول، يعني تهمة حيازة أوراق ثبوتية لآخرين، أو الاتهام بسرقتها، كما أن حمل مبالغ مالية كبيرة، ينطوي على مجازفة غير محسوبة، فيجب خلال التنقل الاكتفاء ببطاقات الائتمان ومبالغ نقديه بسيطة، فضلاً عن الحصول على إيصال بالمبالغ التي قمت بتحويلها إلى عملة البلد التي تقصدها، لعدم التعرض للمسألة عند المغادرة».
وقال: يجب على الجميع التقيد ببعض الإجراءات القانونية عند التعرض لأي حادثة على سبيل المثال تطلبت الاستجواب في قسم الشرطة، فيجب عند المثول في قسم الشرطة، التزام الصمت حتى حضور محامٍ، وتبليغ بعثة الدولة.
من جانبها، تطرقت المحامية فايزة موسى إلى تدابير قانونية مهمة عند السفر، فعند التعرض لتفيش أثناء الإقامة، عليك بطلب إبراز إذن التفتيش الموقع من وكيل النيابة المختصة، قبل السماح لأجهزة الأمن في الدولة المضيفة بتفتيش المكان، كما أنه في حالة وجود طلب استدعاء من المحكمة، يجب الالتزام بالحضور أمام المحكمة مع المحامي في الموعد المحدد، تجنباً لصدور حكم غيابي، وإبلاغ بعثة الدولة عن جميع الأحداث والمواقف التي قد يتعرض لها مواطنو الدولة لحظة وقوعها مباشرة.
وحول أهم الوقائع التي قد يتعرض لها المواطنين في الخارج، قالت موسى: «إن التوقيع على أوراق منح التوكيلات دون قراءتها بشكل مستفيض، يعد من أكثر القضايا شيوعاً، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة عدم منح توكيل عام خارج الدولة لأي فرد أو مؤسسة، وفي حالة الضرورة، يجب كتابته بمعرفة محامٍ، أو عبر مكتبة بعثة الدولة الرسمية، على أن يقتصر التوكيل على الموضوع المعني فقط، دون التعميم.
ونوهت المحامية فايزة موسى بأهمية اتباع الإرشادات التي أقرتها وزارة الخارجية بتعاون مع المقار والهيئات الدبلوماسية في الخارج، والتسجيل بياناتهم في قاعدة بيانات «تواجدي»، المصممة لتوفير أي مساعدة لازمة لمواطني الدولة في حالات الطوارئ والأزمات، وذلك أثناء سفرهم ووجودهم خارج البلاد، حيث تستخدم الوزارة هذه البيانات كي تصل إلى المواطنين.
المصدر: البيان