حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية جامعة تافت بولاية ماسيشوست عام 1978
بدأت انطلاقة مؤتمر جنيف2 الدولي الخاص بسوريا لإيجاد مخرج للصراع الدموي الدائر منذ ثلاث سنوات وسط أجواء متباينة حول إمكانية التوصل إلى حلول وسط لحل المعضلة. ورغم وجود إجماع على اعتماد مقررات جنيف1 الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية، فإن أقطاب النظام وممثليه في جنيف يرفضون مبدأ تنازل الرئيس الأسد ويعتبرون ذلك قضية داخلية تخص الشعب السوري لوحده. وهذا يعني بأن المفاوضات ستكون طويلة ومضنية ولا توجد حلول قريبة للأزمة. وسط هذه الأجواء تستمر الحرب بين الطرفين. وما دام مبدأ وقف النار لم ينفذ، فإن واشنطن ودول الخليج توصلوا إلى اتفاق لدعم القوى المعارضة لحركة «داعش» الإرهابية، حيث أوردت جريدة «الديلي تلجراف» البريطانية بأن واشنطن ودول الخليج تقدم الدعم بهدوء للجماعات المتمردة وتمدها بالسلاح والمال لمحاربة «داعش» وخلايا «القاعدة». وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمنح مليوني دولار شهرياً كدعم غير رسمي يجري توزيعها على الجماعات المعارضة المسلحة الصديقة للغرب.
فما الذي دفع الدول الغربية لتنسيق التعاون مع دول الخليج لمحاربة «داعش» و«القاعدة» في سوريا؟ التقارير الاستخبارية الغربية أوردت خبر تزايد الجهاديين الإسلاميين المقيمين في الغرب، حيث ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» (الخميس 23-1-2014) بأنه يوجد في سوريا 2000 مقاتل أوروبي مسلم بعد أن كانوا لا يتجاوزون 440 قبل نهاية عام 2011. وتقدر مراكز البحوث الأمنية الغربية عدد المجاهدين غير السوريين منهم بإحدى عشر ألف مقاتل.
هنا علينا أن نسأل: هل رصدت دول الخليج عدد الجهاديين الخليجيين في سوريا؟ وهل اتخذت إجراءات أمنية وقائية لمنع توجههم إلى سوريا؟ وهل تم توقيف أو مساءلة رجال الدين أو أئمة المساجد الذين يحثون الشباب الخليجي على الجهاد في سوريا؟
دول الغرب التي تملك أفضل الاستخبارات والأجهزة الإلكترونية وغيرها تتعاون أجهزتها الأمنية مع النظام السوري لرصد ومعرفة أعداد الجهاديين، وكيف وصلوا إلى سوريا، وفي أي تاريخ! لقد اتخذت هذه الدول إجراءات وقائية وسياسات صارمة يصل بعضها إلى سحب الجنسية البريطانية لكل من يذهب للجهاد في سوريا من البريطانيين. لكن ما هي الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج لمنع مواطنيها من الذهاب للجهاد في سوريا أو العراق أو اليمن أو غيرها من الدول؟ الإجراءات الخليجية المعلنة متواضعة جداً ولا ترقى لمستوى الحدث، ففي السعودية شنت وسائل الإعلام حملة انتقادات حادة ضد بعض الدعاة المقربين من «الإخوان» متهمةً إياهم بالتغرير بالشباب وحثهم على القتال في سوريا، وهو ما ترفضه الجهات الدينية الرسمية في المملكة.
جريدة «الوطن» الكويتية (الأربعاء 22 يناير) ذكرت أن عدداً من الكويتيين الذين يقاتلون ضمن صفوف «داعش» لقوا حتفهم خلال الأيام القليلة الماضية، ونشرت إحدى الصحف الكويتية صورة شاب لا يتعدى عمره 16 عاماً قتل في معارك حلب.
وأخيراً نرى أن بعض دول الخليج ليست جادة في محاربة الإرهابيين ما داموا لا يمارسون الإرهاب في البلدان الخليجية. إن السعودية والكويت بحاجة إلى منظور ثقافي لمحاربة الإرهاب. فالمنظور الأمني قد فشل، والدليل على ذلك تكاثر الجهاديين الخليجيين من هذين البلدين.
المصدر: الاتحاد