كاتب - مستشار إعلامي
في كتاب “الخيال الممكن”، أنت تغوص في تفاصيل تجربة جميلة، يرويها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. دوما السير الذاتية والتجارب الإدارية من الأمور التي تشد الانتباه. ولدينا في المملكة شح في الكتب التي تتناول هذا المجال. ومن هنا يمكن النظر باهتمام بالغ لتجربة كتاب “الخيال الممكن” إذ إنه يجمع في ثناياه تجربة ثرية على مدار نحو 16 عاما من خلال هيئة السياحة والتراث الوطني ومراحل بنائها. والمؤلف من خلال هذا الرصد الدؤوب والدقيق يقدم القصة عبر لغة بيضاء بسيطة وقريبة ومفهومة وبليغة في الوقت نفسه.
ويحمل الكتاب، إضافة إلى ذلك، عبارات واستشهادات مميزة. يؤكد الأمير سلطان أن “وحدة بلادنا ليست وحدة جغرافيا وتراب فقط، وإنما هي أساسا وحدة قلوب”. وهو من خلال سرده المستمر يقدم خلاصات تجاربه، ومن ذلك قوله “تعلمت فن الاستماع، وإعطاء الآخر أقصى مدى من الإنصات ليكمل رؤيته، قبل أن أبادر بالرد أو التعليق”. يستعرض الكتاب أسماء ومواقف أسهمت في بناء شخصية المؤلف، كما أنه يعود إلى فترة النشأة والبدايات، ومراحل التعلم وإثراء الثقافة، وتشكل الاهتمامات. وهو يلامس تفاصيل بناء هيئة السياحة منذ اللبنة الأولى “كنا في الهيئة مطالبين بتأسيس صناعة سياحة من لا شيء، في بيئة بكر”. وكان الهدف كما يقول الأمير سلطان في كتابه “أن تكون صناعة السياحة الساعد الأشد للاقتصاد الوطني”. خطوات كثيرة خاضها الأمير من أجل تحقيق هذا الهدف، من أبسطها إصداره قرارا رسميا بتوصيف كل موظف في الهيئة بصفة (مسؤول) وفي الكتاب يؤكد هذا الأمر قائلا “أردت أن يشعر كل من يعمل في الهيئة بأنه شريك أساسي في المسؤولية…”. انتهت مساحة المقالة، ولكني أختم بأن أحث الجميع على عدم تفويت فرصة قراءة هذا الكتاب كاملا.
المصدر: الاقتصادية