انطلقت أمس أعمال «منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وبمشاركة محلية وإقليمية وعالمية من وزراء ومسؤولين حكوميين وخبراء وأكاديميين متخصصين في هذا المجال.
وأطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم «شبكة دبي للدبلوماسية العامة والاتصال»، وتطبيقاً الكترونياً خاصاً بها، أمس.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كلّف «المكتب الإعلامي لحكومة دبي» بتشكيل الشبكة، والإشراف على أعمالها، بهدف إيجاد منصة جديدة يمكن من خلالها تنسيق رسائل دبي إلى العالم، بمشاركة القطاعين الحكومي وشبه الحكومي، بما يكفل مزيداً من وضوح الرسالة، وقوتها، لمساندة أهداف التنمية، وتوطيد أركان التعاون مع الشركاء كافة على المستويين الداخلي والعالمي.
وتفصيلاً، أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «شبكة دبي للدبلوماسية العامة والاتصال» بهدف تعزيز وصول رسالة دبي إلى العالم، والإسهام في مؤازرة الخطاب الحكومي، والرسمي، عبر تنسيق الجهود وتكامل الأدوار، بما يؤكد قوة وتأثير الرسالة، على النحو المرجو ضمن المحافل الإقليمية والعالمية.
كما أطلق سموه التطبيق الإلكتروني الخاص بالشبكة، الذي سيشكل منصة حيوية للتواصل بين أعضائها لمشاركة الإشعارات والتنبيهات التي تعين على تعزيز أعمال الشبكة في مختلف الأوقات، لاسيما أوقات الأزمات والطوارئ، حيث ستكون المنصة جامعة للجهات الرئيسة كافة في دبي، ومن ثم سيكون لها أثرها الكبير في التعامل بكفاءة عالية مع مثل تلك الحالات الاستثنائية حال وقوعها.
وقد نوه سموه بالفكرة مؤكداً أهمية استثمار الإمكانات التي تتيحها التقنيات الجديدة وتوظيفها بأسلوب يكفل أعلى درجات النجاح، خاصة أن التطبيق سيمثل عنصر دعم إضافياً لقدرة الشبكة على الاضطلاع بدورها على الوجه الأمثل.
وقد التقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بأعضاء الشبكة بحضور المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، على هامش أعمال منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال، الذي عقدت أعماله أمس في مركز دبي التجاري العالمي.
وأكد سموه أهمية الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة، وتكامل دورها مع الاتصال الحكومي في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها تحفيز المجتمع على المشاركة الفاعلة في عملية البناء المستمرة ضمن مختلف القطاعات، وإطلاع العالم على مستويات الإنجاز المتقدمة في شتى مجالات التطوير، سواء على مستوى دبي أو دولة الإمارات على وجه العموم.
وقال سموه مخاطباً أعضاء الشبكة: «الآمال المعقودة عليكم كبيرة، وننتظر منكم أن تكونوا على قدر المسؤولية بالعمل على تطوير منظومة الاتصال الحكومي، وتوسيع نطاق التعاون في تعزيز قدراتها سواء من خلال الاهتمام بتدريب وإعداد وتأهيل الكادر الوطني القادر على القيام بتلك المهمة على الوجه الأمثل، أو من ناحية مواكبة أفضل التجارب والممارسات التي استمعنا خلال المنتدى إلى جانب مهم منها، والاستفادة من الدروس التي يمكن استخلاصها من تلك التجارب، والنظر في كيفية تطويع أدواتها ووسائلها وأساليبها لخدمة أهدافنا، بما ينسجم مع استراتيجيتنا في العمل وطبيعة متطلبات مجتمعنا».
وأضاف سموه: «الاتصال الفعال هو الجسر الذي يربط بين مكونات منظومة العمل، ويؤكد قدرتها على تعريف المجتمع والعالم بإنجازاتها. وبغياب هذا الجسر المهم، تتحول تلك المكونات إلى جزر منعزلة، يتراجع مستوى تأثيرها، ويخفت بريق إنجازاتها، لذا فإن تكامل جنبات الصورة وملامحها مطلب مهم، كوننا نريد لرسالتنا أن تبقى دائماً معبرة ومؤثرة بتكامل مكوناتها ووضوح مضمونها».
وأعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عن ثقته بأن شبكة الدبلوماسية العامة والاتصال سيكون لها أثرها الواضح في تحقيق تقدم قوي في هذا المجال، لما تتيحه من توسيع دائرة التعاون بين مختلف الأطراف، حيث يعتبر التنسيق من أهم متطلبات الاتصال الناجح، لاسيما أن دبي تسعى لتكون عاصمة عالمية للمستقبل، تطبق اليوم ما يطبقه العالم بعد 10 سنوات، بما يتطلبه ذلك من مواكبة القوة الناعمة لأهدافها الكبيرة.
واستمع سموه من منى المرّي إلى شرح حول آليات عمل الشبكة والخطوط العريضة لاستراتيجيتها، التي ترتكز بصورة أساسية على تعزيز التعاون بين الأطراف المسؤولة عن تكوين الصورة الإجمالية لدبي، بكل مؤسساتها وأجهزتها، ككيان واحد لا يتجزأ، لما لهذا التكامل من أثر كبير في ترسيخ المكانة الرفيعة التي وصلت إليها على الصعيد الدولي، وبما يخدمها داخلياً، من خلال إشراك المجتمع في عملية التنمية، وتشجيع أفراده على مضاعفة العمل وتوطيد أركان منظومة التطوير الممتدة لقطاعات الإمارة كافة.
وتستهدف الشبكة التحوّل خلال فترة وجيزة إلى مركز امتياز، يسهم في تقديم دراسات الحالة والأدلة الإرشادية والمواد التثقيفية والتوعوية التي من شأنها تمكين القائمين على مجال الاتصال من صقل مهاراتهم وخبراتهم المهنية، عبر خطة واضحة، وبالتعاون مع الأجهزة المعنية كافة، بما يضع عملية الاتصال الحكومي والممارسات المتعلقة بالدبلوماسية العامة في حالة تطوير مستمر وعلى مدار العام لتأكيد قدرته على مواكبة حركة النمو السريعة في دبي ودولة الإمارات بصورة عامة.
من جانب آخر، انطلقت أعمال «منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وبمشاركة محلية وإقليمية وعالمية من وزراء ومسؤولين حكوميين وخبراء وأكاديميين متخصصين في هذا المجال.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف الزياني، خلال الجلسة الافتتاحية التي أفردها المنتدى له، إن «الرسالة الخليجية للعالم خلال الأعوام الماضية، في ظل التحديات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، أفرزت تحديات استدعت مستوى جديداً من الحوار مع العالم، لتوضيح الصورة والموقف، وتأكيد ثوابت الخليج والعرب حيال القضايا الراهنة».
وأضاف الزياني خلال فعاليات الجلسة الرئيسة لأعمال المنتدى، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية، أن «دول الخليج تعمل من أجل التنمية البشرية، ونحن نتميز بالروح الخليجية المتحدية، لكننا نعيش مثل (الحدائق وسط الحرائق)، فيما تتضافر الجهود لأجل ترسيخ أسس بيئة مستقرة ومستدامة وآمنة ونامية، ومزدهرة، تكفل الخير لمواطني دول مجلس التعاون وكل الدول الشقيقة والصديقة».
وأكد أن «رسالة دول مجلس التعاون تعكس القيم الأساسية لديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا العربية العريقة، وهي السلام والتعايش والتعاون والتسامح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير».
وأشار الزياني إلى أن دول الخليج لعبت دوراً مهماً في وضع الحلول للتحديات التي تواجه المنطقة، وضرب مثالاً بالوضع في دولة اليمن الشقيقة التي كانت على شفا حرب أهلية في عام 2011، حيث كان للتحرك الخليجي بتوجيهات قادة دول المجلس كبير الأثر بتقديم مبادرة خليجية معتمدة من الأمم المتحدة وإحدى المرجعيات الأساسية للحل السياسي للأزمة في اليمن.
وأكد أن «الإرهاب اختطف ديننا، في حين كانت الدبلوماسية الخليجية مبادرة للتنبيه إلى خطره منذ عام 2005، إذ طرحت دول المجلس هذه القضية ضمن مؤتمر الرياض، محذرة من مغبة تنامي الإرهاب والحاجة للعمل المشترك في اجتثاث جذوره».
وأكد الزياني على أهمية العمل المشترك في مواجهة الإرهاب والحاجة إلى مزيد من التعاون على الصعيد الدولي من أجل حشد الإمكانات اللازمة من تمويل ومبادرات وخطوات عملية تتضمن تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، والحد من انتشاره.
وتساءل: «هل نحن مستعدون لليوم الأول الذي سيلي إعلان هزيمة الإرهاب؟»، معرباً عن ثقته بأن «المؤشرات الحالية تدلل على أن مصير الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها (داعش) إلى زوال»، منبهاً إلى «ضرورة العمل على إيجاد البيئة السليمة الآمنة التي تحول دون نمو هذه الظاهرة، وانتشار الفكر المضلل في المجتمعات، لاسيما بين الشباب، ومن ثم القضاء على الإرهاب من جذوره».
واعتبر الزياني أن «رسالة الدبلوماسية الخليجية قائمة على أسس واضحة هي الشفافية والوضوح والاحترام المتبادل، التي أكسبتها احترام وتقدير العالم».
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، قال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، جوش إيرنست، إن «فكرة المنتدى تبعث على التفاؤل كون هذا اللقاء يمثل نموذجاً لاهتمام الحكومات بإقامة حوار بناء مع المجتمع وإشراك أفراده في عملية التنمية»، لافتاً الى أنه «يتوافق تماماً مع الفكر الذي طبقه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حينما حرص على إقامة جسور تواصل فعالة مع العالم، ليس فقط من خلال العلاقات الرسمية مع الحكومات والقادة، ولكن كذلك من خلال إقامة علاقات مباشرة مع الأفراد»، وضرب مثالاً بأن «الرئيس أوباما تمكن من بناء علاقات مع نحو 70 ألفاً من رواد الأعمال في مختلف أنحاء العالم»، في إشارة لأثر القوة الناعمة في دعم السياسات العامة للدول.
وقال إن هناك العديد من القواسم المشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في ضوء العلاقات الطيبة التي تجمع البلدين، لاسيما في التزامهما بمساعدة أفراد المجتمع على اكتشاف مكامن قوتهم وتحقيق طموحاتهم والتغلب على مخاوفهم وجعلهم أكثر أمناً ورخاءً، مؤكداً أن هناك حرصاً مشتركاً على مواصلة العمل في اتجاه تحقيق مصلحة الناس، وإيجاد مستقبل حافل بالفرص للأجيال المقبلة.
المصدر: الإمارات اليوم