الدكتور محمد شحرور: لا علاقة للفنون بالحلال والحرام.. وعقوبة الإعدام لقتل النفس والبغي بغير الحق..!
أخبار
هات بوست – فرح السعدي :
أكد المفكر والباحث الإسلامي السوري الدكتور محمد شحرور، في الحلقة العشرين من برنامج “النبأ العظيم” أن الفنون، مثل الغناء والرسم والنحت، لا علاقة لها بالحلال والحرام، وإنما يحكم عليها المجتمع، ويقدّر ما إذا كانت ضمن الآداب العامة أم لا حسب الأعراف المتعددة والمتغيرة، مشيراً إلى أن التعدد هو أساس الحياة لأن الأحادية لله وحده فقط.
وأضاف أن التحريم شمولي وأبدي ولله وحده، وأن أحد المحرمات الأربعة عشر هو “التحريم” بحد ذاته وذلك لقوله تعالى “وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” ( البقرة – 169) ولقوله أيضاً “وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ” (النحل – 116).
وعن العقوبات، قال شحرور إنها اختلفت مع اختلاف الشرائع، ففي شريعة حمورابي، كانت هناك 32 عقوبة إعدام، وفي شريعة موسى، التي تعتبر رحمة عن التي سبقتها، كانت هناك 18 عقوبة إعدام، أما بالنسبة لشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، فهناك عقوبة إعدام واحدة وهي “قتل النفس”، وذلك لقوله تعالى “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” (الإسراء-33)، مضيفاً أن البغي بغير الحق – أي ارتكاب المحرمات باستخدام العنف مثل “الاغتصاب” – ربما تصل عقوبته إلى الإعدام، مؤكداً أن “الاحتيال” هو “البغي”.
وأشار المفكر والباحث شحرور إلى أن السرقة تندرج تحت البغي بغير الحق وأن آية “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” (المائدة – 38) تعني عزل السارق عن المجتمع ولو بالسجن، وليس استخدام آلة حادة تبعاً لكلمة “فاقطعوا”، حيث أكد أن “العقوبة القصوى للبغي بغير الحق هي السجن المؤبد بشرط عدم استعمال العنف”.
أما عن عقوبة الزنا، أوضح شحرور أن الله تعالى قال “الزانية” قبل “الزاني” لأنها جريمة رضائية بين الرجل والمرأة، وذلك في آية “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ” ( النور – 2 )، مؤكداً أن الزنا أحد الفواحش الستة، والوحيد الذي يسمح للسلطة أن تتدخل لأنه من الممكن أن يكون علنياً، موضحاً أن عقوبته مئة جلدة، أما “الاغتصاب”، فهو بغي بغير الحق بسبب استعمال العنف، وعقوبته قد تصل إلى الإعدام.
وفي نهاية الحلقة، كشف شحرور عن الفرق بين الإسراف والتبذير، مؤكداً أن الإسراف هو الوقوع في الحرام أو الخروج من الحلال إلى الحرام، ففي آية “وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً” (الإسراء – 33)، أوضح أنه إذا قُتلت نفس، يحق لولي المقتول أن يقتل القاتل حصراً وليس أخو القاتل أو ابنه أو أكثر من القاتل، لأن قتل القاتل حلال، ولكن قتل أسرته على سبيل المثال، فهو إسرافٌ محرم. أما التبذير، فقال إنه لا يكون إلا في الحلال، لقوله تعالى “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً” (الإسراء – 26)، مشيراً إلى أن كل ما ورد في الآية حلال.
وقد شدد الإعلامي يحيى الأمير خلال الحلقة، على أن ما يدور في البرنامج ما هو إلا مفاتيح للتفكير والمزيد من البحث. وبدوره، علَّق الدكتور محمد شحرور قائلاً إنه يرجو المشاهدين أن يفتحوا المصحف ويقرؤوه بعيونهم.
يشار إلى أن “النبأ العظيم” يبث يومياً خلال شهر رمضان المبارك في الخامسة مساءً بتوقيت أبوظبي على قناة “روتانا خليجية”، ويقدم قراءة المفكر والدكتور محمد شحرور المعاصرة في التنزيل الحكيم ويحاوره في البرنامج الإعلامي يحيى الأمير. البرنامج من إنتاج “هتلان ميديا” ويشرف على إنتاجه الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان.