كاتب إماراتي
«أصلاً الدوام مب ريال»..
«إن شاء الله الدوام يموت»..
«حيوان يبدأ بحرف الدال.. الدوام»..
«شيء حلو يبدأ بحرف الخاء.. الخميس»
«هل لاحظتم أن آباءنا لشدة حبهم للـ(ويك إند) سموا أبناءهم باسمه: خميس، جمعة»!
أعلاه عبارات كثيرة أصبحت أقرأها باستمرار على ملفات الأشخاص التعريفية، وتصلني عبر الرسائل الإلكترونية المختلفة، وما لم تكن أنت من شلة «الووركوهوليك» التي ابتلانا الله بها بعد أحداث سبتمبر العقارية، فأنت تتعاطف بشكل «فطري» مع هذه العبارات، ولولا العيب وقول المشايخ لقمتَ بوشمها على أحد ذراعيك، دع عنك ذلك الزميل السخيف الذي يكون في إجازة سنوية ويستمتع بـ«تعذيب» المداومين عن طريق إرسال صورة لسريره ثم لمخدته ثم لشرشفه، ويمكنكم تخيل تطور الأمر!
لدينا مشكلة حقيقية خاصة كشعب مدلل، وهي أننا بدأنا نفقد عنصر «المتعة» في العمل، وبدأ العمل الحكومي أو الخاص أو المختلط يتحول إلى عبء ثقيل على الموظف، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى روتينية العمل وبيروقراطيته، وتلك التكشيرة الحكومية الشهيرة في كل من الوجهين: وجه المراجع ووجه الموظف! وهما فعلاً وجهان لعملة واحدة، ويصدق فيهما القول: «ما أشبه الوجه بالقفا»!
تحويل دوائرنا بالطبع إلى بيئة عمل «غوغل» ليس سهلاً، وربما لا يكون مقبولاً بشكل ما، لكن قليلاً من اللمسات هنا وهناك قد يصنع الفرق! تناسي كلاسيكية التنظيم الهرمي، وتناسي تصميم الدوائر الكئيب من مكاتب وكراسي وخزنات، تناسي اللون الرصاصي الذي يذكرك بشواهد القبور سيكون بداية جيدة، اختيار الشبابيك الواسعة المطلة على المناظر الجميلة، لاسيما الخضراء منها، تغيير النمط، والنمط هنا كل شيء بدءاً من البروتوكول إلى أسلوب التعامل إلى الطابع المؤسسي نفسه، وما أجمل أن يقوم أحد الزملاء في التحقيقات لدينا بموضوع عن أفضل عشر بيئات عمل في الإمارات لتحفيز البقية!
في حقبة ما من حياتي، وفي مدرسة هي الأسوأ في تاريخ التعليم في الدولة وضع أحد المديرين زجاجاً مهشماً على سور المدرسة من الأعلى لمنع الـ«شردة»، بعد سنوات قام آخر بإزالة الزجاج وبلمسات بسيطة جعلت حاضري أنشطة المدرسة من خارجها أكثر من طلابها.
فمن يهشم الزجاج الموجود فوق أسوار مؤسساتنا الحكومية؟!
أعلم أنك لن تستوعب مثل هكذا طروحات خاصة في يوم الأحد!
كلنا لها!
المصدر: الإمارات اليوم