أكدت فعاليات مجتمعية وشعبية أن الخلاف مع دولة قطر خلاف سياسي لا يؤثر على العلاقة بين الشعبين الإماراتي والقطري، مؤكدين احترامهم التام والكامل للقرار السياسي الذي اتخذته دولة الإمارات بشأن قطع العلاقات مع قطر، ومشيرين إلى أنه رد فعل حضاري على سلوك دولة لا تحترم تعهداتها.
وشددوا على ضرورة تجاوز الأزمة الحقيقية القائمة التي تاجرت فيها القيادة القطرية بمصالح شعبها، قبل أن تتاجر بالأمن القومي الخليجي والعربي.
وأشار محمد الغفلي رئيس خط نجدة الطفل في الشارقة، إلى أن قرار قطع العلاقات مع دولة قطر هو قرار صائب جاء بعد منح فرص كثيرة لهذه الدولة، وهو قرار اتخذ لتنظيم شؤون سياسية وأمنية ولا يمس علاقات القرابة والأخوة والنسب بين الدولتين.
وشدد الغفلي على أن محبة الشعب الإماراتي لشقيقه القطري ستظل حاضرة، ولن تؤثر قطع العلاقات على العلاقة الحميمة بين الشعوب العربية، داعياً أن يجنب الله أمتنا العزيزة شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وقال إن الإساءة للشعب القطري مرفوضة، ويبقى الخلاف، خلافاً سياسياً فقط، لافتا إلى أن هناك فرقاً بين العلاقة بين الشعوب والنظام، فشعب قطر شعب عربي محب للدول العربية.
وحدة المصير
من ناحيته أكد محمد الشامسي رئيس قسم الإعلام في هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة أن التاريخ والجغرافيا يؤكدان وحدة المصير والتحديات والمخاطر بيننا وبين الشعب القطري الشقيق.
واعتبر الشامسي أن القرار الذي اتخذته الإمارات والدول الأخرى بقطع العلاقات مرحلة أخيرة جاءت بعد نفاد السبل كافة مع قطر لإقناعها بالعدول عن سياستها التخريبية الواضحة بدعمها للجماعات الإرهابية، مؤكداً الثقة الكبيرة لشعب الإمارات بحكومته وقادته، في القرارات الحكيمة التي تصبّ جميعها في خدمة الشعب وفي مصلحة الدولة والمنطقة.
علاقات طيبة
وفي العين أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي أنه »لا يختلف اثنان على أن شعب دولة الإمارات تربطه علاقات طيبة مع الشعب القطري الشقيق«، مشيرا إلى أن الموقف الذي اتخذته الدولة موقف رافض للسياسة التي تتخذها وتنتهجها الحكومة القطرية والسياسة التي تتبعها في المنطقة.
وأضاف المرزوقي: »لا نرجو سوى أن تعيد دولة قطر حساباتها، لأنها ستصل بعد ذلك إلى اليقين التام بأن مصلحة أشقائها الخليجيين فوق كل شيء، وفوق كل اعتبار، فوحدة الصف الخليجي هو الأهم في هذه المرحلة لحفظ الأمن والاستقرار، والكف عن استمرار دعم الإرهاب«.
صلات لا تنقطع
في حين قال سالمين الشامسي مدير أول قسم الخدمات العامة في شركة »أمرك«: »حرصت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن التفرقة بين قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وبين التأكيد عن تقدير لا يتبدل، وصلات لا تنقطع بالشعب القطري الشقيق بعيدا عن سياسات الدولة الرسمية، الداعمة والممولة للإرهاب والتطرف، والتي تعمل على شق الصف الخليجي والعربي«.
وتابع الشامسي: »ليس لنا ما نقوله سوى ما عبرت عنه دولتنا الغالية عن أسفها على ما تنتهجه السلطات القطرية من سياسات تؤدي إلى الوقيعة بين شعوب المنطقة، رغم ما تربطنا بالشعب القطري أواصر قربى ونسب وتاريخ ودين«.
وفي أبوظبي ذكر الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن »جميع أبناء الإمارات مع القيادة الرشيدة في موقفها من حكومة قطر، ونحن لا نقول إلا ما قد قيل من قبل، نحن مع الشعب القطري، فنحن أشقاء وتربطنا علاقات تاريخية وهم جزء من منظومة مجلس التعاون الخليجي«.
وأضاف الحوسني أن الخلاف مع النظام السياسي الحاكم الآن في قطر، وفيما اتخذه من قرارات تسببت في الأزمة، موضحا أن النظام الحاكم في قطر عليه أن يعود إلى رشده ويوجه البوصلة في الاتجاه الصحيح ويعود إلى البيت الخليجي والمعسكر العربي.
تجاوزات قطرية
وقال الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد: إن »الجميع يؤيد موقف القيادة الرشيدة بالوقوف بحزم إزاء التجاوزات القطرية، والتي كونت تهديداً للأمن الوطني بدول مجلس التعاون، وقد جاء ذلك بعد فترة طويلة من الصبر والمناصحة بأن العناصر المصنفة بالإرهاب التي تؤويها قطر يمكن لها وبسهولة أن تسبب كذلك تهديداً للأمن الوطني في قطر نفسها.
والذي قد يكون حصل فعلاً، حيث يتساءل المرء عن استقلالية القرار القطري بمعزل عن هذه العناصر وعن مدى استجابته للمصلحة الوطنية في قطر.
كذلك انسجام السياسة القطرية مع الموقف الموحد لدول الخليج والدول العربية والإسلامية في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله في ظل إبقائها على علاقاتها مع العديد منها وتمويل البعض منها في ظروف معينة، عدا عن تدخلاتها، غير المتناسبة مع الموقف الخليجي، في عدة دول مثل ليبيا وسوريا وغيرهما«.
شعب واحد
وقالت الدكتورة سميرة النعيمي الخبيرة التربوية: »أبناء الإمارات يحبون الشعب القطري ومعهم في السراء والضراء، وشعوب الخليج كلها شعب واحد، ونحن أهل وبيننا نسب ولكن ما يحدث من قبل نظام الحكم الحالي في قطر من أزمات في المنطقة له تداعيات وآثار تضر بالجميع وبدولتنا الغالية.
مشيرة إلى أنه يتعين على الشعب القطري أن يتفهم طبيعة القرارات التي صدرت وأسباب صدورها، وأن ما حدث من قطع العلاقات المقصود به نظام الحكم الحالي وليس الشعب القطري وألا يجعلوا ما يحدث يؤثر على علاقة الأشقاء بأشقائهم فيجب أن تبقى العلاقات قوية ومتينة بين القطريين والإماراتيين«.
مشددة على أن ما قامت به قطر مؤخراً من مساندة ودعم للإرهاب أمر مرفوض.
خط أحمر
وفي رأس الخيمة أكد الإعلامي محمد غانم مصطفى مدير إذاعة رأس الخيمة أن قرارات »قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خط أحمر وفوق الجميع، ونحن كشعب إماراتي لابد أن نحترم كل شيء فيما يخص التوجهات السياسية للحكومة، فالقرارات التي اتخذتها تضع الوطن فوق كل اعتبار.
وهو ما يجب أن يعيه الجميع ومن بينهم الشعب القطري الشقيق، بأن هذا التوجه السياسي لا يرتبط بأشخاص أو روابط اجتماعية وإنما يتعلق الأمر في تحديات ومخاطر تهدد الأمن العام للوطن الخليجي عموما الذي يأتي من ضمنه أمن الإمارات بوجه خاص«.
وأشار إلى أن الأزمة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي واضحة، كما أن هناك علاقة متكاملة ومنسجمة لدرء الأخطار ولتفادي أي شيء قد يفرق دول مجلس التعاون الخليجي سواء كان من الداخل أوالخارج، بيد أنه أكد حرص دولة الإمارات على وحدة مجلس التعاون ضد أي أخطار تواجهه دون الإضرار والمساس بشعوبها التي تربطنا بهم علاقات أخوية واجتماعية ومصالح مشتركة.
تحديات خطيرة
من جانبه، أوضح الكاتب والباحث الاقتصادي د.نجيب الشامسي أنه لم تكن ولن تكون الشعوب الخليجية في أزمة مع الشعب القطري الشقيق بل أن هذه الشعوب تنظر بأسى وحزن لما آل عليه وضع الشعب القطري الذي تربطنا به وشائج القربى والنسب والتاريخ والدين المشترك، فضلا عن الجغرافيا والمصالح الاقتصادية المشتركة.
وأضاف: »أنا على ثقة كبيرة بأن الشعب القطري نفسه يدرك حقيقة مشاعر الشعوب الخليجية تجاهه، ونحن جميعا يخالجنا شعور بالحزن والأسى لوضع الأشقاء القطريين، ونسأل الله العلي العظيم أن يلهم القيادة القطرية الحكمة والهداية، لكي يدركوا حقيقة وأهمية وجود دولة قطر ضمن المحيط الخليجي الواحد لنعزز مسيرة العمل المشترك في مجلس التعاون وصولا إلى وحدتنا«.
أحضان المنطقة
رأى مواطــــنون أنه لا يمكن لشعب قطر أن يهنأ بالسعادة والأمن والاستقرار والطمأنينة بعيداً عن أحضان أبناء المنطقة ومحيطها.
وتابعوا: »لن يسعدنا نحن أبناء المنطقة أن يعيش شقيقنا في قطر بعيداً عنا«، معبرين عن ثقتهم بأن القيادات السياسية لن تدّخر وسعاً في إعادة دولة قطر إلى محيطها الطبيعي لتستمر سفينة الخير والعطاء والتنمية والأمن والاستقرار قوية وهي تمخر عباب البحار والمحيطات تحمل راية واحدة وتفكر بقلب واحد، وتتنفس من رئة واحدة وهذا قدرنا«.
تعزيز اللحمة
أشار مواطنون إلى وجود تحديات خطيرة تستهدف أمن دولنا الخليجية وكذلك أطماع كبيرة من دول أخرى في العالم على منطقتنا وثرواتنا، وبالتالي لا مناص لنا من تعزيز لحمة المنطقة وتوحيد الجهود ورص الصفوف وتقوية النسيج بين أبناء المنطقة الواحدة.
المصدر: البيان