بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ينظّم “نادي دبي للصحافة” الدورة الثانية لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أبرز الخبراء والمختصين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وممثلين من كبرى شبكات التواصل الاجتماعي من المنطقة والعالم.
وقالت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، إن القمة تهدف إلى تجسيد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تفعيل الحوار البناء حول إيجاد الحلول واستحداث الأفكار التي تعين على تطوير مجتمعاتنا العربية والارتقاء بها وتمكينها من الوصول إلى أعلى مراتب الرقي وتأكيد قدرتها على مواجهة التحديات المحيطة، في الوقت الذي يؤمن فيه سموه بأهمية توظيف الوسائط التي أنتجتها النهضة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم في مجال الاتصالات، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، نحو خدمة مجتمعاتنا العربية وتعظيم تأثيراتها الإيجابية، وتفادي انعكاساتها السلبية، بما يضمن لشعوبنا فرصة الوصول إلى غد أفضل.
وأوضحت رئيسة اللجنة التنظيمية أن القمة تستمد أهميتها من الموقع التاريخي الذي تمتعت به دائماً دولة الإمارات العربية المتحدة كحلقة وصل تربط العالم شرقه بغربه وشماله بجنوبه؛ وهو ما تدلل عليه الشواهد التاريخية التي تؤكد أن هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي كان معبراً لخطوط التجارة منذ قديم الأزل.
وأضافت: “أن مبدأ التواصل من المبادئ المهمة التي تقوم عليها ركائز المجتمع الإماراتي، وخير دليل على ذلك حرص قيادتنا الرشيدة على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في تحقيق المزيد من التقارب مع المجتمع بشتى مكوناته وشرائحه، وتأكيداً لمدى الاهتمام بفتح المزيد من قنوات الاتصال المباشر مع الناس للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم بما يساهم في تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم”.
النسخة الجديدة للقمة
وقالت سعادتها: “نسعى خلال النسخة الثانية من القمة إلى تعزيز مكانتها كملتقى إقليمي وعالمي لمناقشة وتحليل الواقع الجديد الذي شكلته وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة فعالة لاستحداث وتطوير أفكار مبدعة تعزز التأثير الإيجابي لتلك الوسائل التي ساهمت في إيجاد فضاء إعلامي جديد يوازي بل وربما يتخطى في أثره الإعلام التقليدي بوسائله المتعارف عليها، ما يستوجب التفكير في أفضل سبل توظيف تلك الوسائل نحو خدمة المجتمع بأسلوب أمثل يراعي صالح أفراده ويمنحهم قنوات اتصال جديدة يمكن الاستفادة منها في نشر الإيجابية والتحفيز على العمل والبناء، وكذلك التفكير في الأسلوب الذي يضمن تفادي التأثيرات السلبية لتلك المنصات والمتمثلة في سوء الاستخدام بالترويج لقيم منحرفة أو أفكار هدامة”.
وأضافت سعادة منى المرّي أن الحوار هو النافذة الأمثل للإطلاع على أفكار العالم وتجاربه والفضاء الذي يعين على تلاقي الأفكار وتفاعلها، مؤكدة أن قمة التواصل الاجتماعي أثبتت ومنذ انطلاق دورتها الأولى العام الماضي، قيمتها في إيجاد مساحة فكرية جديدة ومؤثرة تجمع أهم وأبرز الشخصيات المعنية بهذا القطاع الحيوي الجديد لمناقشة تطوره وما آل إليه من مستجدات، وسبل التعامل مع منصاته بصورة تعود بالنفع على مستخدميها، بتوظيفها بصورة بناءة تخدم الهدف الرئيس الذي ظهرت من أجله وهو تعزيز اللُّحمة وتوطيد قنوات التواصل بين الناس باختصار عنصري الزمان والمكان.
أفكار ورؤى جديدة
وحول استعدادات اللجنة التنظيمية للدورة الثانية من القمة، نوّهت سعادة منى المرّي أن اللجنة، وبعد مجموعة من جلسات العمل المكثفة، قاربت الانتهاء من تحديد المحاور العامة للدورة القادمة، واختيار أفضل المتحدثين من ذوي الخبرات المتميزة القادرة على إثراء الحوار خلال القمة بأفكار جديدة، مشيرةً إلى الحرص على تنويع الموضوعات والنقاشات التي ستشهدها الدورة القادمة لتغطي مختلف الاتجاهات التي تمس واقعنا بكل ما يدور به من تفاصيل في محاولة للخروج بأفضل الممارسات والاستخدامات الداعمة لمختلف مسارات التنمية. وقالت: “نسعى للبناء على النجاح الذي حققته الدورة الأولى للقمة وذلك بتقديم مجموعة متنوعة من الأفكار الجديدة والمبتكرة لاسيما في ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي وأهميتها المتزايدة كوسيلة إيجابية مهمة تعمل على تعزيز نوعية الحياة، وتحقيق الربحية للأعمال وزيادة التفاعل بين الحكومات والجمهور، إضافة إلى دورها الأساسي كوسيلة حيوية للتواصل بين الأفراد”.
وأشارت المرّي إلى أن القمة ستواصل جهودها الرامية إلى رصد أفضل التجارب المحلية والعربية والعالمية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد الوسائل والطرق المثلى للاستفادة من تلك التجارب بما يخدم مختلف القطاعات المجتمعية، من خلال منظور إبداعي يواكب التطور الحاصل في هذه المنصات لاسيما مع انتشارها الكبير والزيادة المطردة في عدد مستخدميها”.
وأوضحت رئيسة اللجنة التنظيمية أن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب الثانية ستولي أهمية كبيرة لتطوير صيغ وأفكار جديدة ومبدعة لتعظيم الاستخدامات الإيجابية لقنوات التواصل الاجتماعي لمواجهة انتشار الأفكار السلبية المغلوطة والرسائل المغرضة وتوضيح الحقائق، ومجابهة التحديات الفكرية الهدامة التي انتشرت مؤخراً في المنطقة نتيجةً للتغيرات التي يشهدها العالم العربي، وذلك من خلال إطار إيجابي يسهم في تنمية الأوطان ويفتح من خلال التواصل البناء والفكر المعتدل المستنير آفاقاً مستقبلية جديدة تحمل الخير لشعوب المنطقة.
بصمة مؤثرة
يُذكر أن الدورة الأولى للقمة قد عقدت في مارس 2015 بمشاركة ما يزيد على 2500 من المهتمين والمتخصصين في التواصل الاجتماعي، وضمت 38 متحدثاً من المؤثرين العرب والعالميين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم استعراض تجاربهم وخبراتهم من خلال مجموعة من الجلسات وورش العمل والحوارات التي لاقت إقبالاً وتفاعلاً من الحضور عكس أهمية الموضوعات المطروحة والتي تناولت عدداً من الموضوعات التي تتركز حول الإيجابية كأسلوب تواصل، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي على إنسانيتنا، واستخدام التواصل الاجتماعي للتغلب على التحديات، إضافة إلى موضوعات تتناول العلاقات بين الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي ودور كل منهما في صياغة المستقبل.
وشهدت فعاليات الدورة الأولى تكريم الفائزين بجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب ضمن 20 فئة وهي: الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمدونات، والإعلام، والرياضة، والتسامح والإيجابية، وخدمة المجتمع، والتعليم، والشباب، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، والاقتصاد، والسياسة، والصحة، والفنون، والأمن والسلامة، والتسوق، والبيئة، والسياحة، والترفيه. كما كان من انجازات القمة في دورتها الأولى إطلاق مبادرة “بذور” لدعم المشاريع والمبادرات الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تم اختيار عدد منها لدعمها مادياً لتيسير انتشارها وتواجدها على قنوات التواصل الاجتماعي وتعزيز فرص الاستفادة منها.
ومن ضمن الأرقام المميزة التي حققتها القمة في دورتها الأولى، حقق وسم #قمة_التواصل على المرتبة الأولى إماراتياً والرابعة عالمياً، و 365,632,160 انطباع للوسم، وأكثر من 800 تغطية صحفية محلياً واقليمياً، وأكثر من 3 مليون زيارة للموقع الالكتروني، و أكثر من 80 ألف نتيجة ضمن محركات البحث، ومشاركة 32 متحدث من أنحاء العالم، وتم تكريم 37 فائز من العالم العربي، وتجاوز عدد الحضور 2500 شخص.
المصدر: البيان