جددت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أمس، عزمها على تغيير سياسات قطر التي تهدد الاستقرار الإقليمي. واستبقت الدوحة مهمة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم الاثنين لدفع وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بشأن حل الأزمة، بالسعي المتعمد إلى إفشالها عبر المزيد من التصعيد، حيث أعلنت استعدادها للتعايش والتعامل مع الاحتمالات كافة، وتشكيل لجنة حكومية للمطالبة بتعويضات لأشخاص وشركات تضرروا جراء العقوبات، واعتبرت أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أصبح منتهياً.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اتصال هاتفي مع الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، عزم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، على تغيير السياسات القطرية التي تقف خلف زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وبحث تيلرسون مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في إسطنبول تطورات الأزمة قبيل التوجه إلى الكويت اليوم للقاء الشيخ صباح الأحمد وسط توقع مصادر قيامه بجولات مكوكية هذا الأسبوع في الخليج سعياً لتحريك فرص حل الأزمة، وتجمع 30 من أئمة المسلمين من دول أوروبية أمس للمشاركة في مسيرة في برلين ضد الإرهاب انطلقت بحافلة من باريس أمس الأول، للتنديد بالدور القطري المشبوه في تمويله.
وأكد عبدالحكيم معتوق المتحدث الرسمي السابق للحكومة الليبية المؤقتة، أن حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري السابق كان له الدور الأكبر في المشهد العبثي خلال ما سمي «الربيع العربي»، حيث كان يدفع بـ«سخاء» للجماعات المسلحة. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن مشاركة قطر فيما سمي «الربيع العربي» ما هي إلا تنفيذ لأجندة مشروع الشرق الأوسط الجديد التي تهدف إلى إسقاط الأنظمة، وتمكين الإرهابيين من السلطة، أي نقل كل النفايات البشرية إلى منطقتنا وتمركزها في ليبيا، وإتمام عملية التقسيم والسيطرة على مصادر الطاقة.. وهذا ورد في مذكرات «هيلاري كلينتون» الخيارات الصعبة.. ولكن مصر بجيشها القوي ومؤسساتها العريقة.. كانت بمثابة الصخرة التي تحطم عليها هذا المشروع، وحكام قطر مجرد أداة طيعة للمشروع.
وقال المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب بـ«الخارجية» الأميركية ألبرتو فرنانديز، لـ «الاتحاد»، إن الإجراءات التي اتخذتها حكومات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تجاه قطر هدفها ردع الدوحة عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، واتخاذ منهج معتدل مثل سائر الدول في البيت الخليجي، وهو طلب ليس بالصعب، فالدول الداعية لمكافحة الإرهاب طلبت من قطر من قبل عدم تمويل الجماعات الإرهابية، فلماذا تختار قطر الحلول الصعبة لطلبات سهلة؟.
المصدر: الاتحاد