اختتم أمس، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، زيارته إلى مصر، التي استمرت 5 أيام، حيث كان في وداعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وصرح علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي حرص على توديع الملك، في إطار علاقات المودة والأخوة التي تجمع بين مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي، وتقديراً وإعزازاً لخادم الحرمين الشريفين والمملكة الشقيقة، ومواقفها النبيلة إزاء مصر وشعبها، موضحاً أن الزيارة عكست حرص البلدين على التضامن والتكاتف، في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية في المرحلة الراهنة، والتي تشمل تحدي الإرهاب والتطرف، وتهديد مفهوم الدولة الوطنية، وما لها من تداعيات وخيمة على كيانات ومؤسسات دول المنطقة ومقدرات شعوبها.
وأضاف المتحدث أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر حققت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وأن الرئيس أكد أهمية متابعة نتائج الزيارة وتنفيذها والبناء عليها من أجل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين، إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.
كما نوّه السيسي بعمل البلدين معاً، من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للشعبين المصري والسعودي، وتنسيق الجهود حيال أزمات المنطقة، وإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله ومجافاته للعنف والإرهاب والتطرف.
وقبل مغادرته حضر خادم الحرمين الشرفين، حفل تكريم له في جامعة القاهرة، التي منحته خلاله الدكتوراه الفخرية، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري وعدد من كبار رجال الدولة والوزراء. وقال الملك سلمان في كلمة له عقب تسلمه شهادة الدكتوراه: إن قرار منحي الشهادة تكريم لي ولبلادي وللشعب السعودي، وأدعو الله أن يوفق الجميع، واصفاً الجامعة بأنها صرح شامخ احتضن طلاباً من جميع أنحاء العالم بينهم طلبة من المملكة السعودية.
وأضاف خادم الحرمين «إن جامعة القاهرة قدمت خلال عقود من الزمن قادة وعلماء ومفكرين شاركوا في تقدم دولهم، وبهذه المناسبة يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح العلمي الشامخ العريق، فالجامعة هي منارة مصر التي ساهمت في اثراء الحركة العلمية والفكرية».
وقال جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، في كلمة: إن الملك سلمان ينزل في دياره وبين أهله وذويه، مؤكداً العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين بلدين عظيمين، بيدهما معا أن يقودا الأمة العربية للخروج من أزمة مفصلية، موضحا أن الدكتوراه الفخرية تقدم لشخصيات تثري مجتمعها، معتبرا ما حققه الملك سلمان لأمته وشعبه، دليلا على مكانته العربية والدولية.
وقال إن مجلس جامعة القاهرة أجمع على أن الملك سلمان رجل عظيم من رجالات العرب يجلس على رأس قائمة من حماة ربوعها، المدافعين عن حقوقها، الحارسين لمقدساتها، مؤكدا أن تشريف خادم الحرمين للجامعة يمثل تتويجا لعلاقة تاريخية تربط بين المملكة العامرة والجامعة، ما يؤكد أن شعب مصر في قلبكم وعقلكم، موجها حديثه إلى خادم الحرمين، «إن قلوب المصريين تبادلكم التقدير والحب، كما تبادل المملكة شعبا وحكومة التقدير والحب، سلمت يا سيدي وسلمت مصر والمملكة، سلمت لنا ملكا يحمي الحمى ويذود عن البلاد والعباد كيد الكائدين».
وأكد نائب الملك السعودي الأمير محمد بن نايف أن ما شهدته زيارة الملك سلمان إلى مصر والتي استمرت خمسة أيام، يجسد عمق الروابط الأخوية المتينة بين الرياض والقاهرة وسعيهما لتعزيز العلاقات بينهما بما يعود بالخير على البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وقال وزير الخدمة المدنية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة خالد بن عبدالله العرج، عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس، برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف إن ولي العهد السعودي قال خلال الجلسة إن «ما شهدته الزيارة التي قام بها خادم الحرمين إلى القاهرة من مباحثات ( بين الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي) وإبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مختلف المجالات، يجسد عمق الروابط الأخوية المتينة بين المملكة ومصر وسعيهما لتعزيز صرح العلاقات التاريخية بينهما، بما يعود بالخير على البلدين وخدمة مصالحهما وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وأوضح الوزير العرج في بيانه أن«مجلس الوزراء، نوه بنتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر العربية وما جرى خلالها من توقيع 17 اتفاقية ومن بينها اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين الشقيقين ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، وكذلك توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية في عدد من المجالات».
ولفت إلى أن «إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم يعد – كما أكد الملك سلمان- خطوة تاريخية تتمثل في الربط البري بين القارتين الآسيوية والإفريقية، ونقلة نوعية ذات فوائد عظمى سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما يشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح».
المصدر: صحيفة الخليج