وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، على متن الطائرة الرئاسية إلى العاصمة المؤقتة للبلاد عدن، قادماً من مقر إقامته المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، التي وصلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في إطار جولة تشمل أيضاً صنعاء ومسقط من أجل العمل على استئناف مشاورات السلام بين الفرقاء اليمنيين، وأبلغت مصادر حكومية المبعوث الأممي إمكانية لقاء الرئيس هادي في عدن.
وفور وصوله المطار، توجه الرئيس اليمني صوب قصر معاشيق الرئاسي بمدينة كريتر بعدن، وسط تقارير بأنه يضع في أولوياته التطورات السياسية والميدانية العسكرية وفي مقدمتها العملية العسكرية الواسعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي المقرر انطلاقها قريباً بهدف استكمال تحرير محافظة تعز من ميليشيات صالح والحوثي الانقلابية. كما من المقرر أن يلتقي الرئيس هادي في عدن المسؤولين الحكوميين للوقوف على احتياجات أبناء المحافظات المحررة على مختلف المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية.
وأفاد مصدر حكومي مطلع في تصريح خاص ل«الخليج»، أن عودة هادي، إلى عدن تأتي بالتزامن مع التحضيرات والاستعدادات النهائية لانطلاق عملية عسكرية واسعة وشاملة لاستكمال تحرير بقية أجزاء محافظة تعز، التي ما زالت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث سيشرف الرئيس هادي على عملية استكمال تحرير تعز، في إشارة إلى أن القيادة السياسية والحكومة الشرعية لجأت إلى الحل العسكري إنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح، بعد انسداد أفق الحلول السياسية ومساعي السلام.
استبق هادي العملية العسكرية بإصدار سلسلة قرارات جمهورية في السلك العسكري في قيادة هيئة الأركان العامة للجيش اليمني وعدد من المناطق العسكرية، وتوجيه الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية إلى تعز لحسم المعركة، وكانت تعزيزات عسكرية تابعة للتحالف العربي وصلت إلى عدن عبر ميناء الزيت غرب عدن.
ووصل الرئيس هادي، ومعه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، ومستشارو رئيس الجمهورية اللواء صالح عبيد أحمد، وياسين مكاوي، وعبد العزيز المفلحي، ومحمد موسى العامري، ووزير الشباب والرياضة نائف البكري، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبد الله العليمي، وكان في استقبالهم في مطار عدن الدولي، كل من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب، ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزُبيدي، ومحافظ البنك المركزي منصر القعيطي، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن محمد، وعدد من الوزراء والنواب والقيادات التنفيذية والمحلية بعدن والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية.
وفي غضون ذلك، استأنف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، مشاوراته مع الأطراف اليمنية لحل النزاع القائم بالبلاد. وقال مصدر حكومي رفيع «إن الحكومة اليمنية أبلغت المبعوث الأممي إمكانية مقابلة الرئيس هادي في العاصمة المؤقتة عدن. وأكد المصدر «أنه من المقرر أن يتسلم المبعوث الأممي رؤية لإنهاء الأزمة في اليمن مقدمة من الحكومة اليمنية تتضمن تطبيقاً عملياً للقرار الأممي 2216 بناء على توصيات الأمم المتحدة حول إنهاء النزاع في اليمن».
وكان المبعوث الأممي قد غادر الرياض قبل نحو أسبوعين، دون أن يلتقيه أي مسؤول حكومي يمني بسبب الخلاف حول خريطة الطريق، وترفض الحكومة الشرعية التعاطي مع الخريطة الأممية بنسختها الحالية، بسبب «تهميشها» للرئيس عبد ربه منصور هادي ونقل صلاحياته لنائب رئيس جديد.
ومن المقرر أن تشمل جولة ولد الشيخ العاصمة اليمنية صنعاء والعُمانية مسقط للقاء وفد الحوثي وصالح، وفق المصدر ذاته والذي لم يحدد مواعيد محددة.
المصدر: الخليج