صحفي وكاتب سعودي
اقترب موسم الحج الديني، واقترب معه موسم المزايدات والمحاولات التي لم تنته لتوظيف الحج، وهذا التجمع الميلوني في عدة أيام، للدعايات والأكاذيب والسياسات، بالعادة كان من يقوم بذلك الخمينيون، ببدعة» البراءة» التي ضخمها الخميني وتلامذته، وحشاها بمضامين دعائية إعلامية تثويرية تخدم النظام الخميني.
الجديد هذا الموسم هو دخول السياسات القطرية، ولا أقول الدولة أو الشعب القطري، في سوق المزايدات المحاولات على قصة الحج، ولو كانت المحاولات تنفع قطر، لنفعت ايران التي هي أكثر عددا ونفيرا من قبل!
من اليوم الأول لوصول الخمينية لحكم إيران 1979 وهي قد وضعت موسم الحج هدفا رئيسيا لها، ومعه قيمة الحرمين المكي والمدني، فالغصة التي شرق بها الحلق الخميني، ومعه الحلق الإخواني بشكل مخاتل، وطبعا الحلق القذافي المشروخ، هي غصة الخدمة السعودية للحرمين، والقيام التامّ على رعاية الحج والعمرة.
من أجل ذلك سعى ويسعى الخمينيون، ومن يتشّبه بهم اليوم، من بعض ساسة قطر، وغيرهم من عرب وعجم، للتشكيك والتخريب حول الحج والعمرة ومكة والمدينة، وهو أمر قديم ومخطط له بيقظة وإدارك.
يحدثنا باحث لبناني»مسيحي» عن هذا المسعى الخميني القديم، وهو الدكتور نبيل خليفة.
يقول خليفة واصفا السياسة الخمينية هذه: «لأنها اقلية ديمغرافية – جغرافية داخل العالم الإسلامي اعتمدت استراتيجية هجومية وأساليب البروباغندا الموجهة لتأكيد وجودها وفعاليتها ومصداقيتها كحركة إسلاميي جذرية في مواجهة السنوية التقليدية:
. استغلال الحج للاعتراض على الزعامة السعودية (أحداث المسجد الحرام). يقصد شغب 1987.
. استغلال القضية الفلسطينية القضية الإسلامية بامتياز كرافعة تاريخية للاسلام الشيعي بواسطة حزب الله ورفع شعار القدس في مواجهة مكة المكرمة. من كتابه (استهداف أهل السنة، ص 25 نشر مركز بيبلوس للدراسات 2016).
الدكتور نبيل خليفة، شهادته مهمة لاعتبارات، فهو أخذ الدكتوراه من جامعة السوربون في الحضارة العربية الإسلامية، وكان مساعدا لرئيس تحرير مجلة المستقبل ومسؤولا عن المركز العربي للدراسات الدولية، ومذيعا في راديو مونتي كارلو يوم كان الخميني مقيما في منفاه الباريسي بضاحية (نوفل لي شاتو) وحينها كتب دراسة مبكرة عن الخميني يوم كان سحر المعمم الشيعي الثورجي «موضة عالمية».
كانت الدراسة بعنوان:» ثورة الإمام الخميني على ضوء تاريخ إيران المعاصر والفلسفة السياسية للإسلام» نشرت في مجلة المستقبل بتاريخ 17 اذار 1979، وأثارت الدارسة فضول الصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل، وطلب أعدادا من المجلة من صحافي المستقبل شكري نصر الله، كما ذكر الدكتور نبيل خوري. لكن يبدو أنها لم تغير أوهام الراحل هيكل عن الجمهورية الخمينية!
بكل حال… مضى المزايدون للدبور.. وبقيت مكة والمدينة في حدق العيون السعودية.
المصدر: الشرق الأوسط