انقضت 24 ساعة من مهلة اليومين الإضافية الممنوحة لقطر من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من دون أن تتوضح ملامح الرد القطري الذي تم تسليمه لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، والذي أرسل، بحسب تقارير صحافية، وزير خارجيته إلى الرياض مساء أمس لتسليم الرد إلى السعودية، وسط ترقب للإجراءات في حال رفضت الدوحة سلة المطالب رغم تمديد المهلة التي اعتبرها معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، «فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق»، داعياً القيادة القطرية إلى اعتماد «الحكمة». وحذر من أن «البديل عسير علينا جميعاً».
تمديد
وتسلمت الكويت أمس، الرد القطري على مطالب الإمارات والسعودية والبحرين ومصر لها لإعادة العلاقات معها بعدما تدخل أمير الكويت لدى الدول الأربع لتمديد المهلة الممنوحة للدوحة ليومين إضافيين، وهو ما تم.
وسلم وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رسالة خطية من أمير قطر تميم بن حمد تضمنت الرد على قائمة المطالب الـ13. وتوقعت مصادر دبلوماسية سعودية توجه وزير الخارجية الكويتي إلى جدة لتسليم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تفاصيل الرد القطري.
إجراءات مرتقبة
وأكدت الإمارات أنه مع انتهاء المهلة لن تكون هناك «ضجة كبرى بل تصاعد تدريجي في الضغوط الاقتصادية» على قطر، وتوقعت أن تستمر المواجهة مع قطر لأشهر مع احتمال وجود دور للولايات المتحدة والدول الأوروبية في أي اتفاق مستقبلي مع قطر في ما يتعلق بتمويل وإيواء وتحريض وتقديم الدعم السياسي للإرهابيين.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر» إن تمديد مهلة الرد الممنوحة لقطر «فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق»، داعياً القيادة القطرية إلى اعتماد «الحكمة».
وحذر من أن «البديل عسير علينا جميعاً». وكشف معالي الوزير قرقاش، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أنه مع انتهاء المهلة، قبل أن يتم إعلان تمديدها، لن تكون هناك «ضجة كبرى، بل تصاعد تدريجي في الضغوط الاقتصادية».
وأوضح أن الإمارات أكدت للسيناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي، الذي زار البلاد السبت، أن القاعدة العسكرية الأميركية في قطر لن تتأثر بالأزمة الحالية، وستكون قادرة على مواصلة عملها دون تعطيل.
تقييم
وإثر موافقتها على التمديد، أكدت الدول الأربع في بيان مشترك أنها ستدرس الرد القطري وتقيّم تجاوب الدوحة مع قائمة المطالب كاملة. وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الأمل في أن يكون رد قطر «إيجابياً» حيال المطالب.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك في جدة مع نظيره الألماني سيغمار غابريال «نأمل في رد إيجابي لحل الأزمة». وأكد أن الرد القطري الذي سلم الاثنين إلى الوسيط الكويتي «سيخضع لدراسة دقيقة». وأكد أن قطع العلاقات مع قطر يأتي لـ«دفع قطر إلى تغيير سياسة تلحق ضرراً بها وببلدان المنطقة».
لا انتهاكمن جهته، قال غابريال إن ألمانيا تدعم جهود الوساطة الكويتية ووزارة الخارجية الأميركية في الأزمة. وأضاف أن أفضل سبيل لحل الخلاف سيكون باتفاق في أنحاء المنطقة على منع تمويل «الإرهاب»، مشيراً إلى أنه ليس لديه انطباع بأن الدول العربية تشكك في سيادة قطر. وأكد أن إجراءات الدول المقاطعة لا تنتهك سيادة قطر.
في واشنطن، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على «ضرورة وقف تمويل الإرهاب وتقويض الأيديولوجيات المتطرفة» في اتصالات هاتفية أجراها مع قادة خليجيين، بحسب ما ورد في بيان للبيت الأبيض.
تشاور
كما بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأميركي ريكس تيليرسون تطورات الازمة الخليجية تناولا خلاله تطورات الأزمة القطرية وملف العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، فضلاً عن التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه عدد من الملفات الإقليمية.
وفي دليل على عدم التزامها بأمن الجيران ولا اكتراثها بالمطالب، قال وزير الدفاع القطري خالد العطية إن قطر مستعدة لكل الخيارات التي قد تتمخض عن الأزمة مع الخليج، بما في ذلك الخيار العسكري، فيما جدد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد التزام الدول الأربع بالحل السلمي.
المصدر: البيان