الرقيب فاطمة أحمد.. أول غواصة في شرطة أبوظبي

منوعات

اقتحـمت المـرأة الإماراتية العديد مـن المجـالات والوظـائف التي كانت إلـى زمـن قــريب حكــراً عـلى الرجال، ومن هؤلاء الرقيـب فاطـمـة أحمد، من قسـم نظم المعلومات بمدرسـة الشــرطة فـي سويحان، وهي من العـناصر النســـائية النشطة، التي لا ترى في الوظيفة نهاية المطاف، بل تسعى دائماً إلى البحث عن مهارات أخرى تثبت من خلالها ذاتها، ووجودها فبالإضافة إلى مواهبها المتعددة التي منحت وظيفتها العسكرية ألقاً، ورونقاً كالعمل الإعلامي، وتقديم وإذاعة البرامج في أغلب المناسبات الشرطية.

نجحت فاطمة مؤخرا في إضافة هواية جديدة إلى قائمة هواياتها، وهي هواية الغوص لتصبح بذلك أول غواصة في شرطة أبوظبي، وثاني غواصة على مستوى الدولة.

وحصلت فاطمة على رخصة غواص معتمدة من منظمة (ssi) للغوص، والتي التحقت بها عقب مشاهدتها أحد ضباط الشرطة وهو يضع شعار الغوص على بدلته فسألته عن هذا «الشعار الجميل»، على حد وصفها، ليحدثها عن هواية الغوص، وما يجده من متعة فيها، فأعجبت بالفكرة، لتبدأ بعد ذلك متابعة أخبار الغوص والغواصين عبر التلفاز، حتى نضجت الفكرة في رأسها، وتملكت أحاسيسها، لا سيما أنها وجدت تشجيعاً من أهلها حينما عرضت عليهم رغبتها في ممارسة هذه الهواية، ومن المدرب الذي ذلل لها جميع الصعاب لتبدأ التدريب النظري في إمارة الفجيرة، ومن ثم تطبيق الحركات على أرض الواقع في المسبح، وبعد نجاحها وتفوقها في التطبيق العملي انتقلت لتطبيق الحركات في البحر في منطقة دبا وخورفكان، لوجود الشعب المرجانية والأحياء البحرية بكثافة في تلك المنطقة.

وتشير فاطمة إلى أن 30 ساعة من التدريب العملي، إضافة إلى 15 ساعة من النظري كانت كافية لتؤدي الامتحان بنجاح، وتحصل على رخصة غواص، غير أنها تنوي مواصلة التدريب حتى تحصل على رخصة غواص متقدم، ومن ثم تحترف هوايتها المفضلة وهي التصوير تحت الماء.
وعن كيف تمكنت من إقناع أسرتها بممارسة هذه الهواية غير المألوفة بالنسبة للنساء؛ أوضحت فاطمة أنهم استغربوا في البداية، ولكنهم وافقوا في نهاية الأمر، وبدأوا يشجعونها ويشدون من أزرها حينما تأكدوا من رغبتها العارمة في الغوص بأعماق البحر، لتكون ضيفة على عالم يعيش في بيئة نظيفة، وكأنها تعيش في «عالمها الخاص»، على حد تعبيرها. وقد نجحت فاطمة مؤخراً في تصوير بعض اللقطات تحت الماء للكائنات البحرية والشعب المرجانية التي تهواها.

شروط الغوص الآمن

من جانب آخر، أوضحت الرقيب فاطمة أحمد، من قسم نظم المعلومات بمدرسة الشرطة في سويحان، أنها تغوص تحت الماء حتى عمق 17 متراً ولمدة ساعة، لافتة إلى أن احتمال تعرضها لمخاطر غير متوقعة «قليل جداً»؛ ويتمثل في نفاد مخزون الأوكسجين الموجود في (السلندر)، الذي يجب أن يتناسب حجمه مع مدة الغوص، لافتة إلى أن التأكد من أدوات الأمن والسلامة وجميع الأجهزة من الأمور الضرورية والأساسية قبل النزول في الماء، بالإضافة إلى ذلك فهناك سترات واقية تناسب جميع الأوضاع، ولكن على الرغم من ذلك يمكن للغواص التصرف في حال حدوث نقص في الأوكسجين، وذلك بالتزود من الغواص المرافق؛ حيث لا يجوز للشخص أن يغوص منفرداً، فضلاً عن ذلك فالغوص في أماكن تزداد فيها الشعب المرجانية والأسماك يكون أقل خطورة من الأماكن الأخرى.

المصدر: الاتحاد