يستغيث آلاف من الروهينجا المسلمين في شمال غرب ميانمار بالسلطات للسماح لهم بمرور آمن من قريتين نائيتين انفصلتا عن العالم الخارجي بسبب متطرفين بوذيين.
وقال ماونج ماونج، وهو مسؤول من الروهينجا في قرية (آه نوك بين) لرويترز عبر الهاتف “نشعر بالرعب. سنموت من الجوع قريباً وهم يهددون بحرق منازلنا».
وقال شخص آخر من الروهينجا، اتصلت به رويترز وطلب عدم نشر اسمه، إن بوذيين من ولاية راخين جاؤوا إلى القرية نفسها وصاحوا قائلين «غادروا وإلا سنقتلكم جميعاً».
وانهارت العلاقات الهشة في الأصل بين سكان القرية المسلمين وجيرانهم البوذيين في راخين في 25 أغسطس عندما بدأ جيش ميانمار حملة قمع ضد المسلمين.
ومنذ ذلك الحين، فر 430 ألف مسلم على الأقل إلى بنجلادش المجاورة تفادياً لما قالت الأمم المتحدة إنه «مثال نموذجي على التطهير العرقي».
وكان مليون شخص من الروهينجا يعيشون في ولاية راخين حتى نشوب أعمال العنف الأخيرة. ويواجهون قيوداً شديدة على السفر ويعتبرهم البوذيون مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش.
ومن المقرر أن تنظم بريطانيا اجتماعاً وزارياً اليوم الاثنين على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لبحث الوضع في راخين.
وتقع قرية (آه نوك بين) في شبه جزيرة تحفها الأشجار المدارية في “راثيدونج” وهي واحدة من ثلاث مناطق رئيسية في ولاية راخين.
وحتى ثلاثة أسابيع ماضية، كانت توجد 21 قرية مسلمة في “راثيدونج” علاوة على ثلاثة مخيمات للمسلمين الذين شردتهم أعمال العنف الديني السابقة. لكن السكان تركوا 16 قرية وجميع المخيمات وأحرقت بعضها مما دفع ما يقدر بنحو 28 ألف شخص للفرار.
ويقول مراقبون لحقوق الإنسان إن القرى الخمس المتبقية في “راثيدونج” وسكانها البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص يحاصرها ميليشيا من البوذيين المتشددين من راخين ومعرضة للخطر بشكل كبير.
والموقف سيئ على نحو خاص في (آه نوك بين) وقرية (ناوج بين جي) لأن أي طريق للهرب إلى بنجلادش طويل ومرهق ومغلق في بعض الأحيان من قبل سكان بوذيين من راخين.
وقال ماونج ماونج المسؤول المنتمي للروهينجا إن القرويين يقبلون الرحيل مكرهين لكن السلطات لم ترد على طلباتهم بشأن توفير الأمن. وأضاف أن القرويين يسمعون خلال الليل إطلاق نار من بعيد.
وفي أواخر يوليو الماضي، حاصر متطرفون بوذيون من ولاية الراخين، من قرية كبيرة مختلطة في شمال “راثيدونج”، مئات من الروهينجا داخل أحيائهم ومنعوهم من الوصول للأغذية والمياه.
وقال ماونج ماونج إنه طلب الشرطة 30 مرة على الأقل للإبلاغ عن تهديدات ضد القرية.
وقال إنه تلقى مكالمة هاتفية من قروي بوذي، كان يعرفه، في 13 سبتمبر الجاري. ويظهر تسجيل للمكالمة، سلمه ماونج ماونج لرويترز، الرجل وهو يقول له «ارحلوا غدًا أو سنأتي ونحرق كل منازلكم».
وعندما اعترض ماونج ماونج بأن ليس لديهم سبل للهروب، رد الرجل «ليست مشكلتنا».
تدهورت العلاقات بين المجتمعين في 2012 عندما قتلت اضطرابات بسبب الدين في ولاية راخين ما يقرب من مئتي شخص وشردت 140 ألفًا من الروهينجا. وأحرقت عشرات المنازل في (آه نوك بين).
وقال قرويون إن الروهينجا بلغ بهم الخوف منذ ذلك الحين حد عدم مغادرتهم القرية واعتمدوا بالأساس على مساعدات تصل شهرياً من برنامج الأغذية العالمي. وأوقفت أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة تلك المساعدات.
وسحب برنامج الأغذية العالمي أغلب موظفيه وأوقف عملياته في المنطقة منذ 25 أغسطس الماضي.
المصدر: الاتحاد