تعقد اللجنة الرباعية الدولية بشأن الأزمة اليمنية، اليوم، في الرياض، اجتماعاً لمناقشة خريطة الطريق المفترضة لحل الأزمة في البلاد، في وقت تستمر فيه الأعمال العسكرية ويمضي الانقلابيون في إجراءاتهم الأحادية المعرقلة لجهود السلام، بينما يتمسك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية بمرجعيات الحل الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.
ويقف وزراء خارجية دول الرباعية، وهي أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، أمام حالة من الانسداد في المسار السياسي، تغيب معه أي مؤشرات لتحريك الجمود فيه، أو إشارات إيجابية من أطراف الأزمة في البلاد، مع استمرار الأعمال العسكرية وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.
ولم يتبين حتى الآن ما إذا كان الاجتماع سيقف أمام خريطة طريق جديدة أو معدلة، بعد رفض الرئيس اليمني وحكومته مسودة خريطة الطريق المطروحة حالياً. وكشف هادي، أمس، عن تسليمه ولد الشيخ، ما وصفها ب«خريطة طريق» تستند وترتكز على المرجعيات الثلاث لحل الأزمة في اليمن، مرفقة برد الحكومة «بشأن تعارض وتناقض الخارطة للمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار 2216».
وأوضح، أمام شخصيات سياسية تمثل قيادات أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز، أنه سلم نسخة منها «لكافة سفراء الدول الراعية ال18»، قائلاً «ننتظر رد المبعوث على ذلك».
وفي هذا السياق، يصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأحد، إلى الرياض، ليخوض خلال يومين، محاولة، تبدو حاسمة لإنعاش فرص السلام في اليمن، قبل أن تنتهي فترة إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وهو الذي أطلق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقاً لم يحالفه الحظ وهدنة إنسانية لم توفق.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أجرى مشاورات مع المسؤولين الخليجيين ووزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، حول تحضيرات دولية لجولة مشاورات جديدة، وخطة سلام أممية لإيقاف الحرب وحل الأزمة في اليمن.
بالمقابل كانت الرئاسة والحكومة اليمنية قالت خلال اليومين الماضيين إنها «تنتظر من المبعوث الأممي تقديم ورقة جديدة لتحقيق السلام تتضمن تصوراً واضحاً وفقاً للملاحظات والردود التي قدمتها الحكومة على الورقة السابقة التي لم تتوافق مع المرجعيات المتوافق عليها، وشابها كثير من أوجه القصور التي تجعلها غير صالحة للنقاش»، حد تعبير وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي لمشاورات السلام عبدالملك المخلافي، الذي التقى أمس الأول في الرياض، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتقى أمس مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون.
من جانبهم، لم يبدر عن الانقلابيين في صنعاء أي تعليق على اجتماع الرباعية في الرياض، بعد أن ظهر للعلن موقف مرحب من قبلهم بخارطة الطريق المطروحة لحل الأزمة في اليمن، وهو الموقف الذي يجد بالمقابل تصعيداً عسكرياً وإجراءات أحادية معرقلة للحل المفترض.
أما المخلافي فقد جدد حرص الحكومة الشرعية على تحقيق سلام مستدام مستند على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، موضحاً أن الميليشيات الانقلابية تنفذ خطوات سياسية تصعيدية تمثل تهديداً للوحدة الوطنية والتي كان آخرها إعلانها تشكيل حكومة انقلابية.
وقال وزير الخارجية اليمني «على الانقلابيين تقديم الضمانات اللازمة لالتزامهم بالسلام والانسحاب وتسليم السلاح وإنهاء الحرب وتعزيز بناء الثقة بتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق والحضور إلى المقر المتفق عليه لعملها في ظهران الجنوب»، مضيفاً: «كانت الحكومة وما زالت على استعداد للمشاركة في أي مشاورات تلتزم بالمرجعيات المتفق عليها، وعلى مأتم الاتفاق عليه حتى الآن، وتعيد السلام إلى اليمن».
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي أهمية إعداد وتدريب لجان التهدئة المكلفة بالإشراف على أي وقف مرتقب لإطلاق النار وتواجد جميع الأطراف في مقر اللجنة في ظهران الجنوب وتحقيق السلام المبني على اتفاق دائم وشامل في اليمن.
المصدر: الخليج