كاتب - مستشار إعلامي
تركيبة العقل عند البعض مهيأة للاستلاب. تستهويها الشائعة، وتتملكها الأكاذيب التي يلقيها في آذانهم هذا أو ذاك.
إنهم أسرى وغنائم يستغلها الانتهازي، ويستثمرها في تعظيم مكاسبه، في مقابل استسلام بعض المغفلين له.
إن الذين يسكنون في دائرة الشائعة، يقومون بإلغاء العقل، فيسيئون إلى أنفسهم، ويسيئون إلى مجتمعهم، وقد يتحولون بتدوير هذه الشائعات وتداولها إلى أدوات طيعة في يد عدو يتربص بالإنسان والوطن.
من المؤسف أن هناك مناخا يساعد على تأجيج الشائعات، في ظل طفرة معلوماتية وتقنية، لا تسمح بالبطء، ولا تعترف به. فالصمت عن الشائعة، يقرأه الآخر باعتباره تأكيدا لها. وهكذا تظل الشائعة تتدحرج مثل كرة الثلج.
لقد كشفت الطفرة المعلوماتية والتقنية السائدة، أن بالإمكان التلاعب بالعقول والعواطف، ولا يمكن الاعتداد بالمعلومة الحقيقية ما لم تأت في الوقت المناسب.
إن استغراق بعض الجهات المعنية في السبات، تجاه تسويق بعض الشائعات ذات العلاقة بحاجات الناس وآمالهم وتطلعاتهم، هذه المسألة تجعل المجتمع يغدو لقمة سائغة لجيوش جرارة يتكثف وجودها في وسائل التواصل الحديثة، وتبدأ في صياغة صورة موغلة في الإحباط. من المؤسف أن البعض يندمج داخل هذه الجوقة، لا شعوريا، فيتحول إلى عامل سلبي يسهم في تزييف صورة المجتمع وفي إشاعة الإحباط في نفوس الأجيال الجديدة، ويقتل أحلامهم. هو يظن من خلال استغراقه في السلبية أنه يمارس نقدا إيجابيا، بينما واقع حاله يؤكد أنه أصبح أسير فخ الشائعة ومن يسهمون في صناعتها.
إن المبهج، أن شبابنا وفتياتنا أصبحوا أكثر وعيا، وصار صوتهم يعكس قدرة تجعلهم يخوضون حوارا صريحا حتى مع المحسوبين على النخب ممن وجدوا أنفسهم خارج دائرة الضوء، فقرروا العودة إليها من نافذة الخطاب “الشعبوي” التحريضي.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/12/22/article_916756.html