رئيس تحرير صحيفة الرؤية
يغبطنا العالم على أننا نعيش في دولة تضم حكومتها أول وزارة في العالم للسعادة، ويغبطنا لأننا نجعل السعادة جزءاً من مهمتنا الوطنية، فتهتم الحكومة بهذا الجزء من الحياة الذي طالما أعتبر جزءاً شخصياً في حياة الناس، فكل شخص له طريقته وأسلوبه في السعادة، وله ما يسعده ويفرحه، وليس شرطاً أن يكون ما يسعده مشابهاً لما يسعد الآخرين، فكثيرون يعتبرون السعادة والبهجة أمراً خاصاً جداً، فماذا عنا في الإمارات؟
في الإمارات، هناك فلسفة مختلفة لا تشبه فلسفة أي دولة في العالم، بل هي الفلسفة التي قامت عليها دولة الإمارات قبل 44 عاماً، وكانت أحد أهم أسباب نجاح هذا الاتحاد واستمراره.
فمنذ اليوم الأول كانت رؤية مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واضحة، وهو يقول إن هدفنا هو سعادة هذا الشعب، ولم يألُ الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد، رحمهما الله، جهداً فبذلا الغالي والنفيس والوقت والمال لتحقيق ذلك، واليوم وبعد أكثر من أربعة عقود على قيام الدولة، نقول بكل ثقة إن الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات ومؤسسي دولة الاتحاد، رحمهم الله جميعاً، لم يرحلوا عن هذه الدنيا إلا وقد حققوا هدفهم بإسعاد شعب الإمارات.
واليوم يكمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات، مسيرة السعادة، لذا أصروا على أن يضم التشكيل الجديد للحكومة وزارة للسعادة ووزيرة للدولة تهتم بشؤون السعادة، وهي عهود الرومي التي تتحمل مسؤولية هذه الوزارة الجديدة التي ينظر إليها الجميع، ويترقب منها الكثير والمثير والمختلف.
وصحيح أن التركيز في المرحلة الأولى سينصب على السعادة في بيئة العمل الحكومي كما ذكرت وزيرة السعادة أكثر من مرة، لكن السعادة في الإمارات أسلوب حياة، ومنهج يسير عليه الإماراتيون، لأننا وببساطة في الإمارات نحب الجميع، ونتمنى الخير والسعادة للجميع، وهذا ما كان يقوله لي أحد الإخوة المقيمين العرب في أبوظبي منذ أيام عندما التقيته، فقال ليس المواطنون فقط هم السعداء في الدولة، وإنما نحن المقيمين أيضاً سعداء، وأنا عربي أحمل الجنسية الكندية، ولأنني أشعر بالراحة والسعادة، فإنني أفضل العيش في الإمارات على العيش في وطني الأم أو في وطني الجديد.
هذا الكلام يسعدنا ويجعلنا نتأكد أن الإمارات تسير على النهج الصحيح، وأن ما فكر فيه وحققه الآباء المؤسسون قبل أربعة عقود بفطرتهم ونيتهم الحسنة، هو ما يدرس اليوم في أهم جامعات العالم، وتصدر حوله الكتب والمؤلفات، فشكراً لمن منحنا السعادة فاستحق الخلود.
ونحن نتكلم عن السعادة، يجب أن نطالب معالي الوزيرة التي ينصب عملها على تحقيق السعادة والإيجابية، بأن تتنبه لمن ينشرون التعاسة والسلبية، سواء في مواقع العمل أو المجتمع، فهؤلاء يجب أن يكون لهم ما يردعهم لأنهم يسيرون ضد تيار الوطن، ولا يلتزمون المسؤولية الوطنية التي يفترض أن يلتزمها الجميع، فلطالما كانت السعادة والإيجابية من أسباب استقرار المجتمع وترابطه وتوحده، ونجاحه في مواجهة التحديات وتجاوزها يداً بيد، وكانت من أسباب تطور الوطن واستمرار التنمية، ووصول المواطن والوطن إلى ما وصل إليه اليوم.
المصدر: صحيفة الإتحاد