دفع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بـ1600 دارس ودارسة إلى سوق العمل السعودية، ضمن 13 ألف دارس في أستراليا، يتلقون تعليمهم ضمن البرنامج.
وأقيم مساء أمس (السبت) احتفال كبير في مركز برزبن للمعارض والمؤتمرات، برعاية الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، الذي أكد في كلمة له خلال الاحتفال الذي حضره نبيل بن محمد آل صالح سفير السعودية لدى أستراليا، أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث خطى خلال المراحل الماضية من عمره خطوات واسعة واثقة تجاه تحقيق طموحات القيادة في تنمية الموارد البشرية السعودية، وإعدادها وتأهيلها بشكل علمي ومنهج مبني على إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية، لتصبح هذه الكوادر منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي المختلفة، لافتا إلى أن قطاع التعليم العالي نال من ميزانية الدولة لهذا العام ما نسبته 10 في المائة.
وأضاف العنقري أن «الخريجين أكملوا مسيرة ابتعاثهم بالجامعات الأسترالية ذات السمعة العلمية الطيبة في مختلف التخصصات والدرجات العلمية، لينضموا إلى ما يفوق خمسين ألف طالب وطالبة، هم جملة الخريجين والخريجات من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي منذ بدئه في عام 1426هـ وحتى الآن، وهو ما يدعونا إلى الوقوف على النجاح الذي حققه هذا البرنامج الذي أصبح رافدا مهما، إن لم يكن الأهم، لدعم مؤسسات القطاعين الحكومي والأهلي بكفاءات وطنية متميزة وعلى درجة عالية من الكفاءة والتأهيل والتدريب».
وأشار الدكتور العنقري إلى أن وزارة التعليم العالي بذلت طيلة هذه السنوات مجهودات كبيرة، وسعت بكل ما أتيح لها من إمكانات إلى تحقيق هذه الطموحات وتحقيق الهدف الاستراتيجي للمملكة بتوطين الاقتصاد المعرفي الذي يؤدي فيه قطاع التعليم بشكل عام وقطاع التعليم العالي بصفة خاصة الدور الأهم، الأمر الذي حدا بالقيادة السعودية إلى تجنيد إمكانات مادية وبشرية كبيرة لهذا القطاع حتى بلغ إجمالي الميزانية المخصصة لقطاع التعليم بشقيه العام والعالي في العام الحالي (210 مليارات ريال)؛ وذلك ليحقق دوره في الوصول إلى الغايات الطموحة المرجوة، مما أتاح تنوع وتعدد الخطط الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.
وتجلى ذلك بوضوح من خلال زيادة عدد الجامعات السعودية والفروع التابعة لها، مع زيادة عدد الجامعات السعودية والفروع التابعة لها مع زيادة قدرتها الاستيعابية، حتى أصبح من النادر أن تجد مدينة أو محافظة في السعودية تخلو من جامعة أو فرع لجامعة، أو كلية تابعة لجامعة، الأمر الذي شكل في حد ذاته صحوة اقتصادية معرفية ملحوظة تمثلت في توفير فرص التعليم للمواطنين في مدنهم ومحافظاتهم، إضافة إلى التطور العمراني المرتبط بالتوسع في مباني الجامعات وكلياتها المختلفة.
وخاطب وزير التعليم العالي الخريجين قائلا «إن من أول حقوقكم علينا، بعد أن أديتم واجبكم، وأنجزتم دراساتكم، أن نهنئكم وأن نشارككم فرحة نجاحكم، وإنه لشرف لي أن أبلغكم بتهنئة قائد مسيرة التعليم في بلادنا الغالية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، واعتزازهم بنجاحكم». وأضاف الوزير «أنتم تخوضون مرحلة مهمة في حياتكم، تنتظركم فيها تحديات لا تقل عن تلكم التي واجهتكم في رحلتكم الدراسية المضنية، وتحدونا الآمال في أن تكونوا ركائز النهضة الشاملة المتوقعة، التي تنقل وطننا العزيز إلى مصاف الدول المتقدمة؛ حيث نأمل بثقة في أن تكونوا سواعد البناء والتعمير».
من جهته، نقل السفير السعودي لدى أستراليا، خلال كلمة مماثلة تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وولي ولي عهده، إلى أبنائهم والطلاب المبتعثين والمبتعثات، الذين يتابعون أحوال أبنائهم في الداخل والخارج، مما يدل على حرصهم واهتمامهم في شتى المجالات، خاصة التعليم خصوصا بالمبتعثين والمبتعثات، وتوفير السبل كافة التي تعينهم على تحقيق الإبداع والنجاح والتفوق وإعلاء اسم المملكة الحبيبة في المحافل كافة.
وأعرب السفير عن شكره وتقديره لوزير التعليم العالي «لما يوليه من دعم للطلاب المبتعثين والمبتعثات كافة، وحرصه على مشاركتهم فرحتهم بتخرجهم وتتويجهم لهذا الجهد الذي يعد انعكاسا للدور الكبير الذي تقوم به وزارة التعليم العالي في دعمها اللامحدود للملحقيات السعودية في دول العالم كافة بالكوادر المتخصصة من ذوي الخبرة، كي تؤدي دورها المنشود، وهو ما نجني ثماره الآن». وأشار آل صالح إلى أن «القيادة الرشيدة وضعت الميزانيات واستثمرت الاستثمار الأكبر من خلال بناء الجامعات والمعاهد ونشرها، وحثت وشجعت المتفوقين لاستكمال دراساتهم في الخارج لبناء الجسور مع الدول المتقدمة لنيل مختلف الدرجات العلمية من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث»، رافعا شكره لخادم الحرمين الشريفين لتمديد هذا البرنامج خمس سنوات، مبينا أن هذا الاحتفال بتخريج كوكبة مميزة من أبناء الوطن يعد تجهيزا لهم لخدمة وطنهم ورد الجميل له ودفع عجلة التنمية في شتى المجالات والتخصصات، مباركا للمتفوقين الذين اخترعوا وأبدعوا ونشرت دراساتهم في المجلات العلمية العالمية.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن طالب، الملحق الثقافي لدى أستراليا، في ما يتعلق بمراحل وتخصصات الخريجين، أن 820 من المتخرجين في مرحلة البكالوريوس و568 في مرحلة الماجستير و220 في مرحلة الدكتوراه وخمسة خريجين زمالة، لافتا إلى أن نحو 40 في المائة من الخريجين في التخصصات الهندسية وتقنية المعلومات، ونحو 25 في المائة في التخصصات الإدارية والاقتصادية، بينما 22 في المائة في التخصصات الطبية المختلفة.
وتزامن الاحتفال بالخريجين مع إقامة فعاليات يوم المهنة، حيث شرعت 20 جهة حكومية وخاصة في السعودية في تسجيل طلبات توظيف الخريجين والخريجات، كما جرى تكريم المتميزين والمتميزات من الدارسين، الذي حققوا نجاحات وإبداعات لافتة في مختلف التخصصات، وجرى خلال الحفل تكريم راعيه والسفير السعودي والملحق التعليمي.
المصدر: برزبن (أستراليا): بدر الخريف – الشرق الأوسط