لم يكن اختيار المملكة العربية السعودية للمشاركة في معرض بكين الدولي للكتاب في دورته العشرين، وليد لحظة أو بالصدفة، وإنما جاء من خلال دورها الحضاري الرائد في مختلف جوانب الفكر والثقافة وخدمة الإنسانية على وجه العموم.
وجاءت المشاركة السعودية في معرض بكين الدولي للكتاب، بوصفها ضيف الشرف لهذا العام، كأول دولة عربية وإسلامية تحظى بهذه الصفة في هذا المعرض الذي شرع أبوابه أول من أمس (الأربعاء) في مركز المعارض بالعاصمة الصينية بكين، ويستمر لمدة 5 أيام.
وأكد الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي، بعد تدشينه جناح المملكة المشارك في المعرض، أن السعودية وجمهورية الصين الشعبية لديهما ثقافة عريقة وعلاقات تمتد إلى آلاف السنين، يعتز بها البلدان طيلة هذه العقود من عمر التطور البشري، ومنها هذا المعرض وما يحويه من محتويات بحثية وعلمية.
واعتبر الدكتور العنقري اختيار السعودية كأول دولة عربية وإسلامية تشارك كضيف شرف في هذا المعرض، دليلا على هذه المكانة العالمية التي تحتلها المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم، مشيرا إلى أن مساحة المعرض تحكمت في المعروض، فلدينا الكثير من المشاركين يمثلون الكثير من الجهات في المملكة، ولكن مساحة المعرض لا تسمح بأكثر من المتاح بعد اختيار أفضل وأنسب المشاركين لعكس الصورة المشرقة للمملكة وأهلها، والدور الناصع للإنسان السعودي الذي تميز في الكثير من الفنون والإنتاج الفكري الذي يخدم الإنسان.
وقال وزير التعليم العالي: «إن المملكة العربية السعودية تلقت الكثير من الدعوات للمشاركة في معارض مماثلة في دول عدة لعرض تجربتها الثرية وما لديها من منتج ثقافي له تقدير وصدى لدى مختلف شعوب العالم، للمشاركة في معارض الكتاب ومنها ما هو خلال الأشهر القليلة المقبلة»، مضيفا أن جميع شعوب العالم تحترم وتقدر المملكة العربية السعودية لدورها في تقديم الخدمة لجميع المسلمين من مختلف دول العالم من خلال رعايتها للحرمين الشريفين والتسهيل على قاصديهما من ملايين المسلمين، وهي محط إعجاب شعوب العالم أجمع.
ويقام جناح المملكة في مكان بارز في المعرض على مساحة تتجاوز ألف متر مربع، حرصت وزارة التعليم العالي على أن يتواءم مع المناسبة بما يعكس الأنشطة الثقافية السعودية باختلاف قنواتها في مجالات النشر والفنون والتراث والحرف، حيث خصص لمجال النشر مساحة واسعة لعرض إصدارات الأدب، العلوم، اللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، والكتب العلمية، بالإضافة إلى إصدارات المناسبة التي تشكل مجموعة من الكتب المنتقاة التي تمت ترجمتها إلى اللغة الصينية، وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ في الصين وتبرز القواسم المشتركة بين الثقافة السعودية والصينية.
ويحوي المعرض مجسمات للحرمين الشريفين وما طرأ عليهما من توسعة حديثة، ومجسمات أخرى تجسد واقع المملكة العربية السعودية قديما وحديثا.
أما مكتبة الطفل التي تشارك بها مكتبة الملك عبد العزيز العامة، فتضم قصصا للأطفال مترجمة باللغة الصينية تتجاوز 20 كتابا، ومجموعة من الرسومات واللوحات الفنية المتخصصة، كما تحتوي تلك المساحة على قسم خاص يتضمن مجموعة منوعة من الصور والخرائط والوثائق التي تحكي تاريخ المملكة، كما صمم في أحد أركان الجناح قسم بارز للوحات تشكيلية لأبرز فناني المملكة بمدارسهم المختلفة، ويصاحب ذلك معرض للخط العربي يحتوي على مجموعة من أعمال الخطاطين السعوديين بأنواعها المختلفة، وقسم خاص بالتصوير الضوئي الفوتوغرافي يحتوي على مجموعة من الصور الفوتوغرافية لكبار المصورين من مختلف مناطق المملكة.
كما يقدم المعرض نماذج من الملابس والأزياء التقليدية لبعض مناطق المملكة، إلى جانب قسم خاص للرسم بالحناء، توجد به إحدى المتخصصات التي بادرت بتقديم خدماتها للزائرات منذ افتتاح المعرض.
الرياض: «الشرق الأوسط»