«كأنها الحرب إذاً».. تحشد القوات المسلحة السعودية منذ أيام عدة، عشرات الآلاف من الجنود والضباط، في مربعات عسكرية بثلاث مناطق في المملكة ذات تضاريس ومستويات جغرافية مختلفة، وذلك في فرضية لصد عدوها براً وبحراً وجواً.
هذه المناورات – التي يرعى حفلة اختتامها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الثلثاء المقبل – تأتي تحت مسمى تمارين: «سيف عبدالله»، وهي كما يؤكد مسؤولون تحدثوا إلى «الحياة» الأضخم في تاريخ المملكة، والتي لم يسبق لها مثيل، على رغم بأن منطقة الخليج العربي شهدت وتشهد حالاً من التوتر الأمني خلال الأعوام الماضية. في المنطقة الجنوبية، وتحديداً في منطقة جازان، تُخضع القوات المسلحة رجالها إلى تدريبات مكثفة للتصدي للمتسللين، ومن يتقنون خوض حروب الجبال، بينما آلاف الجند يواصلون تمشيط البحر، وإجراء المناورات المفاجئة لصد عدو قادم إلى الساحل. وتلفت القوات المسلحة في نشرة لها (اطلعت «الحياة» على نسخة منها) إلى أنها تسعى دوماً، « كأية قوات مسلحة في العالم، إلى استمرار عملية التعليم والتدريب بأنواعه، وإجراء التمارين الميدانية بالذخيرة الحية»، مشيرة إلى أن «برامج التحديث والتطوير في قواتها المختلفة مستمرة، وتخطو خطوات حثيثة ومتسارعة في ظل التقدم العالمي في مجالات تقنية التسليح، والتي تجعل من الضروري – كما تراها القوات المسلحة – إلى وضع البرامج الرامية إلى تطوير المقاتل من طريق التعليم، والتدريب، والتطبيق الفعلي، بهدف أن يصبح الجندي السعودي قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة وهو يتعامل مع أجهزة متقدمة من الناحية التقنية لتحقيق المرونة، وخفة الحركة، والحشد النيراني».
ويسعى تمرين «سيف عبد الله» إلى الاطمئنان على القوات المسلحة وتدريباتها عند نشوب المعركة، كما يأتي التمرين «متمماً للنهج التدريبي الذي تخضعه القوات المسلحة لرجالها، ممثلة بأفرعها الأربعة: البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.
ويؤكد مراقبون أن التمرين العسكري بالغ الأهمية، «خاصة وأنه يأتي مع تنامي عدم الاستقرار في كل مكان من المنطقة، وهي تعدّ تمارين واختبارات مشتركة للقوات المسلحة السعودية لاختبار قدرتها القتالية، لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليها إذا تطلب الأمر».
وتمرين سيف عبدالله يقام على ثلاثة مسارح عمليات في المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وفقاً لخطة الدفاع المرسومة لكل منطقة.
ويشير مسؤولون في القوات المسلحة إلى أن قواتهم «هي قوات سلم وسلام، وكما هي سياسة المملكة الواضحة، بأننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة من الدول، وفي الوقت نفسه لن نسمح كذلك لكائن من كان التدخل في شؤوننا الداخلية، وبما أننا نقع في منطقة تعج بالأحداث الملتهبة، فإن من الحكمة بناء قوة تحمي هذه المقدسات»، لافتة إلى أن «تمكن القوات المشاركة في المنطقة الجنوبية من تنفيذ هذا التمرين العملياتي بالذخيرة الحية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجمات المتسللين المعادي والمفاجئ لتلك المناطق، وتمكنها من ضبط الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية، تؤكد مدى الكفاءة التي يتمتع بها رجال القوات ومقدرتهم على استخدام المعدات والتجهيزات والأسلحة المتطورة وهو اختبار حقيقي تحت الظروف الطبيعية لاختبار الجاهزية القتالية لهم للوقوف على جميع المهمات التي يكلفون بها مستقبلاً».
المصدر: احمد غلاب – الحياة