السعودية: خطة التنمية التاسعة تستهدف 462 ألف وظيفة في السياحة

أخبار

د. محمد الجاسر

كشف الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط أن خطة التنمية التاسعة استهدفت الوصول بالفرص الوظيفية في قطاع السياحة إلى نحو 462 ألف وظيفة، إضافة إلى زيادة فرص التدريب السياحي إلى 245 ألف فرصة تدريبية لزيادة فرص عمل السعوديين، مشيرا إلى أن التنمية السياحية التي تنشدها المملكة يجب أن ينتج عنها خفض نسبة الإنفاق على السياحة المغادرة، كون المملكة مصدرا كبيرا للإنفاق السياحي، موضحا أن الإنفاق بلغ 61 مليار ريال في 2011، دون أن تشمل مصروفات النقل الدولي، مرتفعا من 28 مليارا في عام 2009، مقارنة بـ 36 مليار ريال يتم إنفاقها على السياحة المحلية في نفس العام.

وقال وزير الاقتصاد والتخطيط أمس في افتتاح الدورة السادسة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات: كما يعلم الجميع فإن الإنفاق على السياحة أصبح كبيرا ويقتطع جزءا لا بأس به من ميزانيات الأسر والأفراد في كثير من دول العالم، ولذلك أصبحت السياحة أيضا مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي في العديد من دول العالم.


الأمير خالد بن بندر والأمير سلطان بن سلمان يستمعان لشرح من ماجد الحكير خلال الملتقى.

وبيّن الوزير أن إحصائيات منظمة السياحة العالمية لعام 2012 تشير إلى أن عدد الرحلات السياحية العالمية قد نما بمعدل 4 في المائة، ليصل إلى أكثر من مليار رحلة سياحية، مشيرا إلى أن الاقتصادات الناشئة ودول آسيا والباسفيك تستحوذ على الحصة الأكبر من هذا النمو، بينما سجّل معدل نمو السياحة في دول الشرق الأوسط قيمة سالبة قدرها (-3) في المائة في نفس العام، وبلغ نصيبها من الرحلات السياحية 53 مليون رحلة بنسبة 5 في المائة فقط من إجمالي الرحلات السياحية العالمية، مساوية بذلك لإفريقيا، ومقارنة بـ 535 مليون رحلة سياحية لأوروبا تمثل 51 في المائة من عدد الرحلات السياحية في العالم، و233 مليون رحلة سياحية في آسيا تمثل 23 في المائة من حجم تلك الرحلات، مما يؤكد أهمية تطوير وتفعيل سياسة التنمية السياحية في الدول العربية والمملكة على وجه الخصوص.

وعن السياحة في السعودية، أوضح الوزير أن المملكة تمتلك موارد طبيعية وتراثية متنوعة، ومرافق سياحية متعددة، وبنية أساسية جيدة تستطيع الإسهام في قطاع السياحة وبالتالي دعم الناتج المحلي الإجمالي وتوفير الفرص الوظيفية، إضافة إلى رفع نسب توطين الوظائف، وشدّد على أن التنمية السياحية التي تنشدها المملكة يجب أن ينتج عنها خفض نسبة الإنفاق على السياحة المغادرة، موضحا أن الإنفاق بلغ 61 مليار ريال في 2011، دون أن تشمل مصروفات النقل الدولي، مرتفعا من 28 مليارا في عام 2009، مقارنة بـ 36 مليار ريال يتم إنفاقها على السياحة المحلية في نفس العام.


أمير الرياض والأمير سلطان بن سلمان في لقطة جماعية مع الداعمين للملتقى، ويبدو الأمير تركي بن عبد الله نائب أمير الرياض.

وبيّن أن نسب الإنفاق على الرحلات السياحية إلى خارج المملكة، بحسب الغرض من الرحلة، يُشير إلى أن نسبة النجاح الأكبر من السياح المغادرين للمملكة، وبنسبة 38.8 في المائة، يقومون بهذه الرحلات لقضاء أوقات العطلات والفراغ، مؤكدا الحاجة إلى تكثيف عوامل الجذب السياحي المحلي، وتكثيف الإعلام بالمقومات السياحية التي تتوافر في المملكة لجذب هذه النسبة الكبيرة من السياح الذين يُغادرون المملكة، مما يؤدي إلى توطين جزء أكبر من الإنفاق على السياحة.

وأضاف أن المملكة بحاجة إلى توفير مناشط سياحية تجذب جميع سكان المملكة، بمن فيهم المقيمون إقامة عمل، حتى تستطيع خفض حجم التحويلات الضخمة إلى خارج المملكة، وذلك من خلال إنفاق جزء مقدّر من هذه التحويلات على السياحة داخل المملكة، مما يسهم في إعادة توازن بند الخدمات والتحويلات في ميزان المدفوعات، والذي سجّل عجزا بنحو 250 مليار ريـال في 2011، على الرغم من أن الفائض الذي سجله ميزان الحساب الجاري في نفس العام بمبلغ وقدره 594 مليـار ريـال.

وطالب وزير الاقتصاد بالتركيز على المناشط السياحية المنتمية لواقع البيئة المحلية، مثل سياحة الصحراء وممارسة بعض الرياضات البحرية، إضافة إلى تشجيع إنتاج وعرض الحرف والصناعات اليدوية التي يمكن أن تجذب مجموعة كبيرة من المواطنين للعمل فيها.

وفي ختام حديثه، طالب وزير الاقتصاد والتخطيط بدراسة الظروف الجاذبة للمواطنين والمقيمين للقيام بالرحلات السياحية داخل البلاد بدلا من الاتجاه نحو الخارج، إضافة إلى تحليل الظروف وتهيئتها محليا، مما يؤدي إلى جني ثمار التنمية السياحية.

وكان الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة قد افتتح مساء أمس ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 وألقى كلمة أشار فيها إلى أن الملتقى يقام بالتزامن مع ما تحققه السياحة الوطنية من تطور ملحوظ وإقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع السعودي، وذلك في ظل رعاية واهتمام كبيرين من قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز حيث يتطلع الجميع من السياحة إلى أن تقوم بدورها في نمو العوائد الاقتصادية للمناطق، وتوفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم ومحافظاتهم، وربطهم بحضارة بلادهم العريقة.

من جانبه، قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته أنه يشعر بتفاؤل كبير جدا بعصر جديد تتسارع فيه التنمية السياحية ويتنامى فيه اهتمام المواطن بالسياحة والتراث الوطني.

وتابع: أستطيع أن أقول كرئيس مجلس إدارة الهيئة إننا متفائلون ونستشرف عصرا جديدا تتسارع فيه التنمية السياحية ويتنامى فيه اهتمام المواطن بالتراث، والذي بدأ حقيقة ينتقل انتقالا كاملا نحو الاهتمام بهذا التراث والوعي بأن هذا البلد لا يقوم فقط على آبار نفط ولكن يقوم على ملحمة تاريخية قامت عليها حضارات وتأسست عليها وحدة عظيمة نعيشها اليوم بحمد الله وننعم تحت ظلها.

ونوه بما أصدرته الدولة منذ ملتقى العام الماضي من قرارات لتطوير السياحة الوطنية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج, وموفر كبير لفرص العمل للمواطنين.

مشيرا إلى أن صدور هذا القرارات المهمة في عام واحد يؤكد على ما يلقاه تطوير السياحة الوطنية، والاستثمار السياحي، والآثار والمتاحف، والتراث الوطني، وبرامج التدريب المتخصصة للمواطنين من دعم متواصل من الدولة.

المصدر: الاقتصادية