السعودية: «سار» تبدأ أولى خطوات تنفيذ مشروع الجسر البري

أخبار

أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، يوم أمس، توقيع عقد الاستشاري بـ270 مليون ريال (72 مليون دولار)، لمشروع الجسر البري الذي يربط شرق السعودية بغربها، حيث يربط المشروع عند اكتماله ثلاثة موانئ سعودية على الخليج العربي، والميناء الجاف في العاصمة الرياض بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر.

يشار إلى أن الحكومة السعودية أعلنت عن تخصيص 200 مليار ريال (5303 مليارات دولار) من فوائض الإيرادات لبناء شبكة نقل حديثة في المدن السعودية، جاء ذلك في بيانات إقرار الميزانية العامد التي أعلنت يوم السبت الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ووقعت «سار» عقد الاستشاري مع شركة «فلور» لتولي إدارة المشروع لمدة 84 شهرا (سبع سنوات)، ويتضمن فحص تصاميم المشروع، ووضع استراتيجيات التنفيذ، والإشراف على التشغيل المبدئي للمشروع، الذي يتوقع له أن يبدأ قبل عام 2019.

وتخطط السعودية لتنفيذ مشروع الجسر البري الذي يربط موانئ (الملك عبد العزيز في الدمام وميناء الملك فهد في الجبيل، وميناء رأس الخير بميناء الرياض الجاف، وكذلك بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر)، حيث ستسهل حركة البضائع وتختصر مدة الدوران حول الجزيرة العربية التي تستغرق ما بين 7 إلى 10 أيام إلى نحو يومين.

ويمثل المشروع تنشيطا لدور السعودية وتعزيزا لمكانتها الاستراتيجية في حركة التجارة العالمية عبر نقل وعبور البضائع، حيث ستختصر المدة الزمنية للنقل البحري بشكل واضح وتقل تكلفة التأمين على البضائع لتلافيها المرور في المناطق الخطرة المتمثلة في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية التي تزيد من تكلفة التأمين بسبب مخاطر القرصنة.

ويوم أمس، أعلن صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية، عن ترسية مهام استشاري إدارة مشروع الجسر البري، الذي يربط العاصمة الرياض بمدينة جدة، على شركة «فلور» المحدودة، حيث ستقوم الشركة بمراجعة التصاميم الهندسية ووضع استراتيجيات التنفيذ، بالإضافة إلى متابعة مقاولي الإنشاءات والإشراف كذلك على التشغيل المبدئي للخط عند اكتماله ضمن عقد بلغت قيمته 270 مليون ريال (72 مليون دولار)، وينفذ خلال 84 شهرا تغطي الإشراف على مراحل التصاميم الهندسية وعقود التنفيذ وفترة التشغيل المبدئي.

بدوره، أكد منصور الميمان، رئيس مجلس إدارة شركة «سار»، أن صندوق الاستثمارات العامة، وهو الجهة المالكة لشركة «سار»، اعتمد إنشاء خط حديدي يربط غرب السعودية على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي، وسيتولى الصندوق تمويل البنية التحتية للمشروع، وتكليف الشركة السعودية للخطوط الحديدية (ســار) القيام بالإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع بنفس الطريقة التي ينفذ بها مشروع قطار الشمال.

وكان قد تم تشكيل فريق من وزارة النقل ووزارة المالية والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بالإضافة إلى الصندوق، لدراسة الخيارات الأنسب لتنفيذ المشروع، حيث أوصى الفريق بإسناد تنفيذ المشروع إلى شركة «سار»، التي تخطط لتنفيذه على طريقة قطار الشمال – الجنوب الذي أنجز في فترة وجيزة وبطريقة متزامنة، حيث تمت تجزئة المشروع والعمل فيها في ذات الوقت.

وأشار الميمان إلى أن «سار»، وبعد استكمال مرحلة التأهيل المبدئي لاستشاريي إدارة المشروع، قامت بطرح المنافسة على خمس شركات عالمية، حيث بينت نتائج تقييم العروض الفنية والمالية عن فوز العرض الذي تقدمت به شركة «فلور» التي ستعمل بالتعاون مع «مجموعة بارسونز برينكرهوف» على مراجعة التصاميم الهندسية.

يشار إلى أن مشروع الجسر البري مر بمرحلة طرح سابقة استمرت من عام 2005 وحتى منتصف عام 2008، على طريقة «بي أو تي» البناء والتشغيل ثم الإعادة، وتم تجميد المشروع في مرحلة الترسية لنحو 3 سنوات، ليصدر قرار من الحكومة السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011 بتولي صندوق الاستثمارات العامة تمويل المشروع، بنفس الطريقة التي تم بها تمويل مشاريع قطار الشمال – الجنوب، ومشروع قطار الحرمين السريع.

وأوضح الميمان أن «الخط سينطلق من ميناء جدة الإسلامي ومحطة جدة للركاب التابعة لمشروع قطار الحرمين باتجاه العاصمة، حيث يرتبط بخط الرياض – الدمام الحالي بما يتيح الوصول للميناء الجاف ومحطة ركاب الرياض، وينتهي بمحطة الركاب وميناء الملك عبد العزيز بالدمام».

وأكد الميمان ضخامة المشروع، الذي سيكون مزدوجا بطول 958 كيلومترا تقريبا، ويمر عبر مناطق تختلف في طبيعتها الجغرافية بما يلزم استخدام تقنيات متعددة لبناء السكة، بالإضافة إلى إنشاء مجموعة من الأنفاق عبر جبال السروات وجسور متعددة لتفادي التقاطع مع الطرق والأودية وعبارات لمياه الأمطار ومعابر لمرور الجمال، إضافة إلى تثبيت سياج حماية لحرم الخط الحديدي، مؤكدا أن «الشركة ستعمل مع الاستشاري بشكل مكثف لجدولة كل هذه الأعمال الإنشائية وإنجازها وفق أعلى درجات الجودة والكفاءة خلال جداول زمنية، سيتم تحديدها مع الاستشاري».

كما أكد أن« الاستشاري سيبدأ عمله مباشرة، وستتضمن مهامه مراجعة واعتماد أعمال التصاميم التي سيتم ترسية عقدها قريبا، إضافة إلى وضع أطر تأهيل اعتماد مقاولي الإنشاءات ودراسة آلية التنفيذ من خلال تقسيم المشروع إلى مناطق عمل بغرض تسريع عجلة الإنجاز».

وستشمل مهام الاستشاري، بحسب العقد المبرم، متابعة ومراقبة أعمال الإنشاءات للمقاولين ومطابقتها للمواصفات العالمية المعتمدة للخطوط الحديدية، إضافة إلى ملاءمتها للطبيعة المناخية والجغرافية للسعودية، والتأكد من سير العمل بالشكل الذي يضمن مواكبة الجدول الزمني لكل مرحلة.

واعتبر الميمان أن «مشروع الجسر البري مشروع عملاق يشكل أحد أهم مشاريع قطاع النقل في السعودية، لما له من أهمية بالغة في ربط شرق البلاد بغربها، وكذلك توفير خدمات واسعة لنقل الركاب والبضائع، إضافة إلى تمكين السعودية من تفعيل دور موقعها الاستراتيجي على مستوى الشرق الأوسط وزيادة الاستفادة التجارية من موانئها على البحر الأحمر والخليج العربي بما يدعم الاقتصاد الوطني».

وأضاف: «ستعزز السعودية عند إنجاز مشروع الجسر البري من مكانتها في التجارة العالمية، من خلال عبور البضائع القادمة من أوروبا وأميركا ومختلف الأسواق في دول الخليج العربي وبضائع ومنتجات دول الشرق الآسيوي ومختلف الأسواق في دول الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا، حيث سيلعب هذا المشروع دورا فاعلا في تقليص المدة الزمنية لنقل البضائع عبر الخط الحديدي إلى مدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام، مقارنة بالنقل البحري الكامل عبر البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي، التي تتراوح مدته بين سبعة وعشرة أيام، إضافة إلى خفض التكاليف العالية المترتبة على التأمين».

يذكر أن شركة «ســار»، التي تعود ملكيتها بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية، تنجز حاليا إنشاء مشروع قطار الشمال بطول 2.750 كيلومترا الذي يمر في ست محطات للركاب وتسع محطات للبضائع في كل من الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف وصولا إلى القريات.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط