كاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني
الكتابة عن العام 2020 الذي رحل قبل أيام قليلة، كتابة ذات شؤون وشجون؛ لأنها معقدة ومثيرة، فما حدث خلال هذه السنة الاستثنائية من عمر العصر الحديث، لا يمكن تصديقه أو تخيله، فضلاً عن توقعه أو انتظاره.
نعم، قد يكون فيروس كورونا المستجد هو العنوان الأبرز والأهم في روزنامة العام المنصرم، ولكن كان هناك الكثير من الأحداث والوقائع المهمة والكبرى التي تستحق الاهتمام والتركيز، ولكن كما يبدو فهي لم تصمد أمام جائحة كورونا التي تصدرت قائمة أخطر الأزمات والكوارث في تاريخ البشرية.
الكثير من التفاصيل المهمة، بل والمفصلية على مستوى العالم التي حدثت خلال العام 2020، ولكنها توارت وتضاءلت أمام تسونامي (كوفيد-19)، كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وقضية/ شعار جورج فلويد (لا يمكنني أن أتنفس)، وانفجار مرفأ بيروت، وحرائق أستراليا الهائلة، ونزاع ناغورني قره باخ في جنوب القوقاز، والاعتداءات المتطرفة في فرنسا والنمسا، والانتخابات الأميركية، وغيرها الكثير الكثير.
ولكن، ماذا عن النجاحات والإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية خلال العام 2020؟ الإجابة المباشرة عن هذا السؤال الكبير: كبيرة جداً.
لقد استطاعت المملكة بفضل قيادتها الرشيدة وشعبها الوفي، أن تُحقق الكثير من الأحلام والطموحات، متخطية كل الصعوبات والتحديات، وبشيء من الاختصار، أضع أمامك عزيزي القارئ بعضاً من الإنجازات والنجاحات التي تحققت خلال العام 2020:
لقد أبهرت المملكة كل دول العالم في كيفية تعاملها مع جائحة كورونا، وعدّت نموذجاً فريداً وملهماً في استشعار المسؤولية ووضع الإنسان في رأس الأولويات. وفي مجال التحول الرقمي الذي يُعد أحد أهم مؤشرات تقدم الدول، تقدمت المملكة 5 مراتب في العام 2020 وذلك وفق تقرير التنافسية العالمية لتحتل المرتبة 34 وهي تتقدم بخطى ثابتة للوصول للمراكز الأولى، وفي مجال ممارسة الأعمال، فقد اعتبر تقرير الأعمال لعام 2020 الصادر من مجموعة البنك الدولي أن المملكة هي الأكثر تقدماً وإصلاحاً في هذا المجال الحيوي من بين 190 دولة حول العالم، وفي مجال الأمن السيبراني الذي يحظى باهتمام عالمي، حلّت المملكة في المرتبة الثانية عالمياً في مجال التحسن المستمر وذلك وفق مؤشر الأمن السيبراني للشركات، أما المجال الرياضي، فقد شهد الكثير من النجاحات والإنجازات أهمها استضافة “الجوهرة المشعة” في جدة كأس السوبر الإسباني الشهير في كرة القدم، وإعلان الفوز بتنظيم المملكة لسباق (الفورمولا 1) للسيارات، واختيار ملف المملكة لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية “أسياد 2034-الرياض”. أما الحدث الأهم والأبرز في العام 2020، سواء للمملكة أو للعالم، فهو بلا شك استضافة الرياض لقمة العشرين وتحوّل أنظار العالم باتجاه هذا الوطن الذي اعتاد على إبهار العالم.
قد يكون العام 2020 هو عام الأزمات والتحديات الكبرى التي لا مثيل لها في تاريخ العصر الحديث وذلك بسبب جائحة كورونا التي أصابت كل العالم في مقتل، ولكن المملكة استطاعت بفضل من الله وبحكمة قيادتها ووفاء شعبها، أن تتخطى كل الصعوبات والتحديات، بل وتوظف كل ذلك لتحقيق الكثير من النجاحات والإنجازات، لتؤكد للعالم دائماً بأن هذا الوطن الملهم يعشق الريادة ويتوق للمجد.
المصدر: الرياض