علمت «الحياة» من مصادر رفيعة المستوى أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في طريقها لحجب خدمة «واتساب» في المملكة في غضون أيام، بعدما بدا أنه تعذر التوصل إلى صيغة مع الشركة الصانعة للتطبيق تحقق الشروط والالتزامات التي تشترطها «الهيئة». وذكرت أنباء أن نتائج اتصالات أجرتها الهيئة مع الشركة المقدمة لـ«واتساب» في كاليفورنيا بالولايات المتحدة تدل على رفض الشركة الأميركية طلبات «الهيئة السعودية». مايترك الباب مشرعاً أمام كافة الاحتمالات بما فيها الحجب كما رجحت المصادر مالم تحدث تطورات إيجابية في موقف الشركة. وكانت هيئة الاتصالات حجبت خدمة «فايبر» أخيراً، وعزت الحجب إلى عدم التزام الشركة المقدمة للتطبيق بالأنظمة السائدة في المملكة. وبحجب «واتساب» سيكون هو التطبيق الثالث الذي تتصدى له هيئة الاتصالات بعد «بلاك بيري ماسنجر»، و«فايبر»، فيما ينتظر الإعلان عن خطوات مماثلة في حق تطبيقات أخرى، خصوصاً «تانغو»، و«سكايب».
وانتقدت المصادر التي تحدثت إليها «الحياة» هيئة الاتصالات ليس على اتخاذها خطوات ضد تطبيقات بعينها، ولكن لعدم تشجيعها إيجاد بدائل محلية يتم وضع خوادمها (سيرفرات) محلياً، عوضاً عن تلك التي لا تستطيع «الهيئة» التوصل إليها خارج المملكة. وأوضحت أن خطورة تلك التطبيقات التي ترفض التعاون تكمن في أنها مجانية، ولا توجد بها أي إعلانات، ما يثير تساؤلات عن ماهية الفائدة التي تجنيها الشركات المقدمة لتلك التطبيقات طالما أنها لا تدرُّ عليها دخلاً.
ويتجاوز عدد مستخدمي «واتساب» 250 مليون مستخدم، يرسلون 18 بليون رسالة يومياً. وفي السعودية يحظى التطبيق بشعبية واسعة بسبب سهولة استخدامه ومجانيته.
وحضّ المصدر هيئة الاتصالات على القيام بواجباتها لخدمة كلا الطرفين، مُزوِّدِ الخدمة والمستخدم، من خلال دعم وتشجيع ابتكار تطبيقات محلية مماثلة، تلبي حاجة المستهلكين، وتحقق في الوقت نفسه متطلبات «الهيئة». وأشار في هذا العدد إلى التجربة الصينية التي ابتكرت بدائل محلية لتطبيقات تم حظرها بسبب تحفظات مشابهة. وذكر أن الرفض الصيني لموقع «فيسبوك» أدى إلى استحداث شبكة صينية للتواصل تحمل اسم «إن إن»، وتوفر جميع خصائص وخدمات «فيسبوك». وبدلاً من «تويتر»، وفرت الصين لمواطنيها تطبيقاً بالخصائص نفسها يحمل اسم «ويبو». وهناك «يوكو» بدلاً من «يوتيوب». أما البديل الصيني لـ«واتساب» فهو تطبيق «ويشات» الذي يفوق «واتساب» في تقديم خدمات مكالمات مرئية والاتصال اللاسلكي.
المصدر: صحيفة الحياة