ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«لا تستمع إلى ما يقولونه، بل اذهب لترى».. مثل صيني
كان محباً للشعر منذ صغره، عُرِف بذلك عند الصغير والكبير، حتى عند زملاء الدراسة في كلية «اتصالات»، وذات يوم وجد صديقٌ له في سكن الكلية ديواناً شعرياً للكاتب طلال سالم، وهنا بدأ أول حبال التواصل بين الروحين. التقى أحمد البدواوي مع طلال في إحدى الأمسيات الشعرية (وكان أحمد قد تخرج في الكلية نفسها، في السنة نفسها التي التحق بها طلال).
وحَدَثَ أن تم ندب أحمد البدواوي إلى نيجيريا، لتأسيس شركة هناك من قبل شركته الأم «اتصالات»، وبقي هناك 13 شهراً ثم رجع، بعد ذلك بأشهر وقع الخيار على طلال للذهاب، فكان أول من اتصل به ليسأله عن أحوال تلك الدولة هو أحمد. تقاربت الأرواح أكثر فأكثر حتى أصبحت صداقة دائمة. قبل سنة طرح طلال على أحمد فكرة السفر «بلا وجهة» أو كما قالوا «بلا هدى»، كانت الموافقة «فورية» من أحمد، إلا أن المعضلة كانت في «الزمان» أيْ متى؟ وفي شهر يونيو الماضي بدأت المغامرة.
في يوم السفر الموعود، مر طلال بسيارته على أحمد، فسأله وهما في طريقهما إلى المطار: أي مبنى؟ فكان رد أحمد: القرعة! فخرجت القرعة على المبنى رقم 1، وبمجرد أن وصلا ذهبا إلى مكتب «دناتا»، ليطلبا من الموظف الحجز إلى وجهة لا يشترط فيها «فيزا»، على ألاّ تكون من المدن المشهورة أو قد سبقت زيارتها، وبعد أخذ وَرَدٍّ وانتقال من مبنى إلى آخر، وقع الخيار على كوريا الجنوبية.
وصلا إلى مطار سيؤول، وهناك أجّرا هاتفاً مع باقة البيانات، وجلسا في «ماكدونالدز» للغداء «هامبرغر روبيان»، ليحجزا غرفة في فندق عن طريق الهاتف في قلب العاصمة لمدة ليلتين، تجولا خلالهما في العاصمة. في اليوم الثالث كان السؤال: إلى أين؟ كانت الإجابة: نقوم باستئجار سيارة وننطلق بلا هدى، لكن ــ للأسف ــ كانت السيارات غير متوافرة لدى المكتب، فكان القرار الذهاب إلى محطة القطارات والحجز في أقرب رحلة، وكانت إلى «بوسان» فوصلا إلى هناك بعد سويعات، وأمضيا بها ليلة استكشفا خلالها معالمها، وبعد هذه الليلة أطل السؤال المعتاد: إلى أين؟ هنا تذكر أحمد جزيرة تعتبر من عجائب الدنيا الطبيعية وهي «جيجو أيلاند»، فكانت الوجهة إلى هناك بالطائرة ليعشا أروع ليلتين ساحرتين في الطبيعة الخلابة، ثم عرجا على سيؤول، ومن ثم إلى أرض الوطن في رحلة «بلا هدى»، استغرقت من الجمال أسبوعاً.
يقول أحمد: في هذه الرحلة عشت معنى «التوكل على الله»، وتيقنت أنه من الأفضل أحياناً أن نتحلل من «التخطيط» بالتفصيل الممل، ولأول مرة أشعر بأنني أنا من أتحكم في المطار، وليس المطار من يتحكم فيَّ، ولهذا انتابني شعور غريب في رحلة العودة، لأنني ـ للأسف ـ عدتُ إلى الواقع!
المصدر: الإمارات اليوم