أعلنت السلطة المحلية لمحافظة الحديدة، في غرب اليمن، الحديدة محافظة منكوبة، بعد انعدام مستوى الأمن الغذائي فيها، وانتشار المجاعة في بعض مديرياتها، بسبب سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية عليها وحصارها، حتى فتك الجوع بأطفال المحافظة، وأوضحت أنها تحتاج إلى 351 ألف سلة غذائية شهرياً، مناشدة المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية إلى سرعة إنقاذ المحافظة من كارثة المجاعة، ووقف ما يعانيه أبناء المحافظة الذين يعيشون أوضاعاً صعبة.
وسجلت محافظة الحديدة حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، في ظل حكم الميليشيات الانقلابية، على الرغم من العائد الكبير من الإيرادات الذي تقدمه المحافظة الساحلية لمالية الانقلاب.
وقال محافظ الحديدة، الدكتور عبدالله أبوالغيث، في مؤتمر صحافي عقده أمس في السفارة اليمنية في الرياض، بحضور محافظ ريمه، محمد الحوري، إن «سكان الحديدة يعانون منذ أكثر من عامين الجوع والفقر المدقع، ويعيش الكثير منهم تحت خط الفقر».
وأشار إلى أن السلطة المحلية قامت بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من أجل تلبية المتطلبات العاجلة للمحافظة، وتنسيق الجهود في ما يخص تقديم المساعدات للمواطنين، موضحاً أن السلطة المحلية أطلقت نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية، من أجل سرعة إنقاذ المحافظة من كارثة المجاعة، ووقف ما يعانيه أبناء المحافظة الذين يعيشون أوضاعاً صعبة.
ولفت أبوالغيث إلى أن المراكز الصحية رصدت ظهور مجاعة وسوء تغذية في مديرية التحيتا، جنوب غرب المحافظة، إضافة إلى عدد من المديريات التي تعاني انعدام الغذاء والدواء وتوقف مصادر الدخل، وهو ما يزيد من أعباء السكان الذين يعيش معظمهم تحت خطر الفقرة.
وتسببت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في تزايد حالات الفقر في المحافظة، وذلك بعد احتلالها، حيث أصبحت تعاني نقصاً حاداً في الغذاء، وسوء تغذية عند الأطفال والأمهات، إضافة إلى ارتفاع عدد المرضى، وانتشار الأوبئة والأمراض، مثل حمى الضنك والتيفود والكوليرا، وانعدام أبسط الخدمات العامة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر محلية، وأخرى طبية في مديرية التحيتا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الحديدة بوادي تهامة، أن حالات الوفاة التي تم تسجيلها جاءت جراء الجوع وسوء التغذية اللذين تعيشهما المنطقة منذ أشهر، بسبب انعدام الغذاء، وتوقف النشاطات الزراعية، والصيد الذي يمارسه سكان المنطقة، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة والبلاد بشكل عام تحت حكم الميليشيات.
ويكابد الجزء الأكبر من سكان مديرية التحيتا وضعاً إنسانياً، حيث يتضور المئات من الأطفال والنساء والشيوخ جوعاً في عدد من القرى الساحلية، وعلى مقربة منها تتوارد المساعدات الغذائية والطبية التي يستولي عليها الحوثيون.
وقال محافظ الحديدة، إن السلطة المحلية قيمت الأوضاع الإنسانية في المحافظة، حيث أعلنت السلطة المحلية عن حاجتها إلى 351 ألف سلة غذائية بصورة شهرية، وتوفير 100 ألف وجبة غذائية، إضافة إلى الحليب والأدوية، لمعالجة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، فيما تحتاج المستشفيات للمستلزمات الصحية لمراكز غسل الكلى ومراكز مكافحة الملاريا والحميات ومركز علاج السرطان.
ويشكل سكان محافظة الحديدة 11% من إجمالي سكان اليمن، في 26 مديرية، حيث تحتل المرتبة الثانية من حيث الكثافة السكانية، بعدد ثلاثة ملايين نسمة، يعمل معظمهم في صيد الأسماك والزراعة، والدراجات النارية، والمهن الصغيرة.
فقد فرضت ميليشيات الحوثي وصالح سيطرتها على ميناء الحديدة، المنفذ الرئيس لوصول المساعدات الإنسانية لليمن، لكن أبناء المنطقة لا يحصلون على شيء منها، إذ يحولها الحوثيون وأنصار صالح إلى صنعاء ومناطق أخرى. كما قطع الحوثيون أي إمداد لمناطق المحافظة من الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تفشي الأمراض.
وأدت هذه الممارسات إلى تدهور كبير في الحالة الصحية للأطفال بسبب سوء التغذية، وأودت بحياة أربعة أطفال من جراء سوء التغذية خلال الأسبوع المنصرم وحده، وفقاً لمصادر طبية.
المصدر: الإمارات اليوم