كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
سبق أن كتبت هنا تلميحاً، واليوم لا ينفع التلميح، فالوضع بات أكثر من طاقة شعب على التحمل، فأن تصبح مشبوهاً لأن حرباً تدور في بلدك لمجرد أنك تحمل جنسيتها فتغدو منبوذا من العالم كله، وترفض الدول استقبالك أيا كنت ومهما كان وضعك الثقافي والإعلامي فتلك كارثة بحق شعب لم يرتكب ذنبا، ويدفع ثمن صراع على السلطة وطموحات قتلة ومرتزقة وجماعات إرهابية يتناهبون ويتبارون قتلا وتدميرا.
مثال ذلك فهم الإسبان الثقافة من باب أعوج، فأي سوري لديهم هو مشروع لاجئ، ولأن بلادهم مشبعة بالعاطلين عن العمل واقتصادهم في حالة يرثى لها من التردي، فقد قرروا ألا يمنحوا تأشيرات للسوريين حتى وإن كانت سياحية، ولا يهمهم إن كان من يريد السياحة شخص لديه عدة مؤلفات وآلاف المقالات ومئات المحاضرات والأمسيات الأدبية، فجريمته لدى الإسبان أنه “سوري” وتلك صارت كما يبدو تتخطى التهمة لديهم إلى الوصمة وإلى الامتهان وعدم إبداء أي احترام.
ما أكتبه ليس نقلا عن أحد، بل تجربة شخصية مسنودة بالوثائق مررت بها خلال الشهرين الماضيين، واستنفدت كل الطرق لإقناع الإسبان بأني شخص جيد، ومستقر في دول الخليج العربي طوال العقدين الماضيين، ووضعي مريح ماديا ووظيفيا ولا أحتاج أن أتشرد مع عائلتي في حكاية لجوء ومخاطرة بمستقبل الأطفال أو فقدان عملي وخلاف ذلك، ووصلت المساعي إلى السفير الإسباني في أبوظبي شخصيا، لكنه قالها بالحرف إن تعليمات بلده تمنع إعطاء التأشيرات للسوريين، وهو ليس صاحب قرار، فيما أنكر مسؤول كبير في الخارجية الإسبانية هذا الكلام، وقال إنه اجتهاد من عندهم، فأين الحقيقة أيها الإسبان؟
من أطرف ما في القصة أننا قدمنا أوراق العاملة المنزلية لأخذها معنا، فوافقت السفارة الإسبانية في أبوظبي على منحها التأشيرة، ورفضت منحها لأفراد الأسرة. مما يؤكد أن الأوراق المقدمة مثالية حتى لا يتذرع الإسبان بنقص أو خلل، والسبب الوحيد هو “الجنسية”، ولم ينفع حتى خطاب دعوة من أكاديمية معروفة للتنس لابني كي يشارك في معسكر تدريبي صيفي في برشلونة، دفعتُ تكاليفه في حوالة مصرفية، وتضع الأكاديمية اليوم الذرائع لعدم إرجاع المبلغ.
إلى ذلك، ما دام الإسبان قرروا عدم منح التأشيرات للسوريين، فلماذا يتسببون في هدر أموالهم بالحجوزات والتأمين، و”يلهفون” جزءا منها برسوم غير مستردة؟ فهل صارت أموال السوريين مستباحة لدى الإسبان بعد أن صاروا يعاملونهم معاملة دونية فيما يرتقون – بإنسانية – في معاملة الخدم وكأنهم يقولون لكل سوري أنت دون البشر.
لم ينته الحديث بعد، وفي الجعبة الكثير عن بلاد “رامبو” و”سانشو”.
المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=22487