«السوشيال ميديا» وحرق المراحل

آراء

صحيح أن التقنية وخاصّة شبكة الانترنت اختصرت الزمن في كثير من أمور الحياة.

التقديم على الوظائف عن طريق بوابات الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص..

التقديم على الالتحاق بالجامعات والكليات العسكرية وحتى الابتعاث الخارجي..

طلب الحصول على الوثائق الرسمية أو تجديدها مثل: جواز السفر، رخصة سواقة، سجل تجاري، رخص مهنية..الخ

تسديد فواتير الخدمات العامة والتعاملات البنكية وتحويل الأموال..الخ

الشراء والبيع وتسويق المنتجات وحتى البحث عن شريكة/ شريك للحياة عن طريق (خطّابات) النت.

هذا غيض من فيض. لقد ألغت الشبكة العنكبوتية ركض الناس زرافات ووحدانا تجاه مقرات المؤسسات الحكومية وفروعها وحرم الجامعات وقلاع الكليات العسكرية وشطبت من الذاكرة الجمعيّة مشاهد الطوابير التي تصطف منذ الفجر للحصول على موعد مقابلة أو نموذج تقديم أو رقم مراجعة.

كل هذا انتهى اليوم. لكن هل انتهت المعاناة من البيروقراطية والخلاص من سدنتها؟ هذه حكاية أخرى ربما سأتناولها في قادم الأيام.

ما أود قوله بعد هذا التمهيد الذي طال هو اعتقاد البعض بقدرتهم على (حرق المراحل)، أقصد تسريع وتيرة الوصول للهدف (الحلم) من خلال منصات الاعلام الجديد كما يحلو للبعض تسمية برامج ومواقع التواصل الاجتماعي.

ما على (الحارق) سوى القيام بحركات أو ايماءات مصحوبة بكلام ارتجالي ملغوم بمفردات مغرقة بالمحلية الضيقة جدا يقول فيه رأيه حول قضايا كبيرة تخص المجتمع بل وفي بعض الأحيان السخرية من أحداث سياسية أو كوارث عالمية بأسلوب هو أقرب للسذاجة.

المهم هو لفت الانتباه بإضحاك المتلقّي والحصول على أكبر قدر ممكن من المشاهدات و(اللايكات) وبالتالي تداول وانتشار تلك المقاطع والبقيّة تعرفونها.

الهدف الواضح لكنه غير مُعلن هو الشهرة والاشتهار ثم ليحدث ما يحدث.

يقول البعض: ذلكم هو نشر الغسيل فأقول: وهل هناك غسيل لم يُنشر بعد؟

يا قوم، ليس بالشهرة وحدها تتحقق الاحلام، تذكّروا هذا جيداً يرحمكم الله.

المصدر: صحيفة الحياة