السياحة الداخلية تعيد رسم المشهد في دبي

أخبار

قال خبراء في قطاع السياحة والسفر إن السياحة الداخلية تلعب دوراً رئيساً في رسم المشهد السياحي في الدولة بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص، وتعزز دورها بعد افتتاح المعالم السياحية الأخيرة في دبي، التي أصبحت قادرة على توفير المنتج السياحي لمختلف أفراد العائلة دون الحاجة للسفر إلى دول أخرى.

وأضاف الخبراء أن السوق المحلي مع السوق الخليجي من أهم روافد المرافق الفندقية والترفيهية في دبي، وتمكنت من تعويض التباطؤ في تصدير السياح من قبل بعض الأسواق، نتيجة ما تعانيه من أزمات اقتصادية، مشيرين إلى أن مساهمة السياحة الداخلية والخليجية تصل إلى أكثر من 70% من نسب الإشغال الفندقي خلال فترة الأعياد.

وأوضح الخبراء أن العائلات المقيمة في الإمارات نجحت في حمل القطاع والخروج به إلى بر الأمان خلال الأزمات الاقتصادية، الأمر الذي أسهم في زيادة ثقة المستثمرين بالقطاع، ودفعهم إلى ضخ مزيد من الاستثمارات.

صمام أمان

وقال حسين هاشم مدير عام فندقي «البندر روتانا» و«أرجان روتانا» في دبي إن نسبة السياحة الداخلية خلال الإجازات القصيرة تصل إلى نحو 30% من مجمل نزلاء الفنادق، الأمر الذي يؤكد أهمية السوق المحلي رسم المشهد السياحي في الإمارات بشــــكل عام، وفي دبي بشكل خاص.

وأضاف هاشم، إن الأيام العادية تشهد تنوعاً في جنسيات النزلاء، ولكن غالباً ما يأتي السائح السعودي في صدارة النزلاء، يليه السائح من المملكة المتحدة، ثم من باقي الأسواق، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية والخليجية شكلت صمام أمان للقطاع الفندقي في الوقت، التي تراجعت فيه بعض الأسواق عن تصدير السياح إلى دبي نتيجة ظروفها الاقتصادية.

وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق إن السياحة الداخلية تلعب دوراً كبيراً في رسم المشهد السياحي في دبي، مشيراً إلى أن نحو 15- 20% من نزلاء فنادق المجموعة حالياً من العائلات المواطنة والمقيمة في الإمارات، وترتفع هذه النسبة بشكل كبير خلال الأعياد.

فريق تسويق

وأوضح عوض الله أن المجموعة خصصت فريقاً للتسويق في أبوظبي والعين بهدف استقطاب العائلات المواطنة والمقيمة في هذه المناطق، الأمر الذي أسهم في تعزيز نسب الإشغال وتــــعويض التراجع في بعض الأسواق لا سيما الأسواق الروسية.

وأضاف عوض الله أن تراجع أسعار الغرف الفندقية في دبي أسهم في تعزيز دور السياحة الداخلية خاصة في ظل افتتاح مزيد من المعالم السياحية، التي شكلت حاضنة للسياحة العائلية بشكل خاص.

وأضاف عوض الله، إن الذي يميز القطاع السياحي في دبي هو عدم اعتماده على سوق معين بل إن ضيوف الفندق يتوزعون على العديد من الجنسيات الخليجية والأوروبية وحتى من أميركا اللاتينية والصين وروسيا وغيرها، مشيراً إلى أن السائح السعودي يبقى في صدارة هذه الأسواق.

نمو السياحة البحرية يعزز التنوع

أسهم نمو قطاع السياحة البحرية في دبي في تعزيز استراتيجية الإمارة، التي تستهدف التنوع في المنتجات السياحية، بهدف استقطاب أكبر شريحة ممكنة من الزوار نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020، التي تستهدف الوصول إلى 20 مليون سائح.

ونجحت الإمارة في استقطاب شركات سفن بحرية من الأسواق الرئيسة، حيث تعمل إدارة السياحة البحرية مع شركات عالمية مثل «سليبريتيز كروزس»، و«برنسيس كروزس»، و«رويال كاريبيان انترناشيونال»، الأمر الذي شكل ركيزة أساسية في التنوع السياحي خاصة أن هذه السفن تنظم جولات سياحية عبر دول مختلفة.

وتمكنت دبي من ترسيخ مكانتها كونها وجهة متميزة في قطاع السياحة البحرية، من خلال مجموعة من المقومات الفريدة، تشمل البنية التحتية المتطورة والشمس الساطعة على مدار العام، ومنـــــاطق الجذب الاستثنائية، بما في ذلك «برج خليفة» أطول مبنى في العالم، و«مول دبي»، أضخم مركز تسوق في العــــالم وغــيرها من المعالم السياحية، التي تم افتتاحها مؤخراً مثل دبي باركس اند ريزورت، وأي ام جـــي عالم من المغامرات وغيرها.

وشهد موسم السياحة البحرية 2015/‏ 2016 نمواً في إعداد السياح بنسبة 19% مقارنة مع موسم 2014/‏ 2015 بالتزامن مع نمو عدد الرحلات بنسبة وصلت إلى 24%.

ويرجع السبب الأساسي في هذا النمو إلى اعتماد الدولة تأشيرة متعددة الزيارات لدولة الإمارات، التي فتحت الباب أمام أسواق ناشئة مثل الهند، والصين، وأميركا الجنوبية وروسيا.

شغف لا ينتهي

رغم تطور إمارة دبي وظهورها على الساحة الدولية ونجاحها في تحقيق معدلات تنموية عالية وتأسيس بنية تحتية على أعلى مستوى وشغف الزوار الذي لا ينتهي بها أبداً كونها تجمع بيت تطور الغرب وسحر الشرق.. لكنها مع هذا تبدو وكأنها تعيش حياتها الخاصة بموازاة حياة أبنائها وضيوفها.

إذ يمكن رصد لمحات سريعة لأهل مدينة دبي وتفاصيل حياتهم العصرية دون تخليهم عن عراقة تراثهم الضارب في أعماق التاريخ. ودبي تعد بمثابة مزيج مثالي بين القديم والحديث في مشهد يبهر الزائرين من جميع أنحاء العالم فهي تجمع بين الثقافة العربية والأنماط العالمية المتطورة المنتقاة بشكل مميز التي تضيف عليها لمسة من الأناقة غير المسبوقة لترسم لوحة فنية تعد الأكثر إثارة في العالم. وتجمع إمارة دبي أيضا بين سحر الشرق والأخذ بالتكنولوجيا الحديثة.

أما في الجو فإن دبي تقود ثورة بمجال الطيران المدني في القرن الـ 21 وهي مصرة على تغيير مشهده لأن رؤيتها تعانق السماء لذا تجدها الآن تعمل على قدم وساق نحو تحقيق حـــلم بناء المطار الأكبر في العالم. دبي – وام

600

قالت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي إنها تستهدف استقطاب مليون سائح بحري إلى إمارة دبي بحلول عام 2020 وهو الأمر الذي يأتي في الطريق الصحيح نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020. وبدءاً من موسم 2017/‏ 2018، سوف يتم تشغيل الرحلات السياحية إلى الجزر اليونانية والتركية، وهي الأولى من نوعها، التي ستقدم رحلات لـثلاث أو أربع ليال في المنطقة. من المتوقع أن يرتفع عدد سياح الرحلات البحرية في دبي بنهاية الموسم الحالي إلى 600 ألف سائح، في حين سيصل عدد رحلات البواخر السياحية إلى 157 رحلة خلال الموسم السياحي 2016/‏‏‏‏2017.

المصدر: البيان