وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس السوداني عمر البشير وثيقة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، وعلى المحضر الختامي للدورة الأولى للجنة العليا المشتركة، كما شهدا توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي للتعاون في مختلف المجالات، وذلك في ختام اجتماعات اللجنة المصرية السودانية العليا المشتركة بالقاهرة.

وكان الرئيسان قد عقدا جلسة مباحثات ثنائية أمس، أعقبها اجتماع الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة، على المستوى الرئاسي، بحضور وفدي البلدين، حيث أكد الجانبان حرصهما على توثيق المصالح المشتركة، التي تجمعهما مع إثيوبيا، فضلاً عن تطلعهما لعقد قمة ثلاثية قريباً، يتم خلالها الاتفاق على إطلاق مشروعات مشتركة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ في فبراير الماضي. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي أكد في كلمته، خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة أن رفع مستوى اللجنة لتكون على المستوى الرئاسي، يأتي تعبيراً عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق، التي تتسق مع ما يجمع البلدين من أواصر مشتركة، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتي توليها مصر اهتماماً خاصاً، داعياً إلى إطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مؤكداً على أهمية النظر في إزالة عدد من العوائق التجارية القائمة بين البلدين.

وأضاف المتحدث أن الرئيس السوداني وجه التهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى نصر حرب أكتوبر، الذي يُمثل نصراً للشعوب العربية كلها، مؤكداً على ضرورة العمل على تكثيف التعاون بين البلدين في شتى المجالات، والاتفاق على تنفيذ برامج محددة لضمان الوصول إلى التكامل الاستراتيجي المأمول، ومشيداً بافتتاح منفذ «أرقين» البري. ونوه الرئيس السوداني إلى أهمية الدفع قدماً نحو تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع، لتعزيز التكامل بين البلدين، وتطرق إلى انعقاد الحوار الوطني في السودان، الذي يناقش أهم القضايا السياسية والاجتماعية في بلاده، وما أسفر عنه من توصيات تهدف إلى تحقيق مزيد من الاستقرار بالسودان، مشيراً إلى ضرورة مواصلة التنسيق القائم بين الدولتين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، لافتاً إلى التحديات الإقليمية التي تواجه الدولتين، إضافة إلى أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقتين العربية والإفريقية، فضلاً عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وأوضح المتحدث أن الوزراء المصريين والسودانيين عرضوا خلال الاجتماع نتائج المباحثات، التي تمت بين الجانبين على مدار الأيام الماضية، في 31 لجنة قطاعية منبثقة عن اللجنة العليا المشتركة، والتي أسفرت عن الاتفاق على تعزيز التعاون في على الصعيد السياسي والتجاري والزراعي والصحي والسياحي، والاتصالات والكهرباء والتعليم العالي والبحث العلمي. وأشاد الرئيسان المصري والسوداني بجهود دولة الكويت إزاء الأزمة اليمنية. وقال الرئيس السوداني في كلمته خلال افتتاح أعمال اللجنة العليا المصرية – السودانية المشتركة بالقاهرة ان «السودان ومصر تشيدان بجهود دولة الكويت ازاء الازمة اليمنية على نحو يعزز الشرعية في ذلك القطر الذي ندعمه بالغالي والنفيس».

واعرب البشير عن يقينه بأن المنطقة والعالم «يواجهان وضعا استثنائيا يهدد امنهما وهو الارهاب الذي ضرب العديد من الدول الأمر الذي يستوجب ايجاد حلول عاجلة لمواجهته والتصدي له مع مراعاة البحث في مسبباته ودوافعه وصولا لاجتثاثه من جذوره».

من جهته، أكد السيسي في كلمته خلال الاجتماع ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين مصر والسودان من أجل مكافحة قوى التطرف والارهاب في المنطقة، لافتاً إلى أن ما يواجه الدول من متغيرات وتحديات اقليمية ودولية يدفعها للتكاتف وتضافر جهودها

والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها.

المصدر: الخليج