كاتب إماراتي
عندما أقرأ عن سيرة الطلياني الشهير (لأ مب راعي الشعب!) ليوناردو دافينشي، أحس بأنني أقرأ عن سيرة الشخصية الشهيرة في المدارس الحكومية في الثمانينات (مصطفى)! فقد كان في كل صف هناك (مصطفى) هو الأول في الكيمياء والجيولوجيا والأحياء، كما أنه الأول في الأنشطة والأول في الرياضة والجالس في الصف الأول، ومذيع الإذاعة المدرسية ورئيس جمعية العلوم، والحائز المركز الأول في مسابقة الشعر، والخط، والرسم، والقفز بالزانة، وأول الطلبة حضوراً إلى المدرسة!
لهذا فأنا أكره (دافينشي) فلسفة وتحدثاً، نحتاً ونحتاً، رسماً ورسماً، يكفي أن اثنتين من لوحاته ضمن اللوحات الأشهر في تاريخ الإنسانية، هما لوحتا «العشاء الأخير» و«سعيدة مرزوق»، وضع أول تصميم للهليكوبتر وأول تشريح للحصان، وصورة «الرجل الفيتروفاني» التي تجدها على غلاف كل مجلة علمية أو هندسية أو طبيه أو بيع أثاث مستعمل! لكن ما لم أكن أعرفه بأن مصطفى دافينشي هو أول من وضع التصميم الأولي للـ«سيكل» بشكله الحديث!
والـ«سيكل» سواء كان BMX أو KMX أو سيكل هنود كما نسميه، وهو وسيلة الـ«ديليفري» الشهيرة داخل المناطق السكنية بسلاله الملونة الشهيرة لا يحتاج إلى شرح، وأنواعه معروفة، لكنّ هناك أنواعاً أخرى من «السياكل» بدأت تطفو على السطح في المجتمع أخيراً!
فالشاب الذي يستدين «درزن» من «النوط» الزرقاء والرصاصية من البنوك، وتاريخ تخرجه لم يمر عليه أشهر عدة، ثم يقضي عمره كله يحاول تسديد هذا الدين، لا يمكن تصنيفه إلا بـ«سيكل»، وأهله الذين لم ينصحوه بدورهم «سياكل» كبيرة.
والذي يحلم بامتلاك برج ويصر على أن يكون حلمه مكتملاً، فلا يحلم إلا بأن يكون برجه في تلك الأرض الواقعة بين برجي API وماكدونالد على شارع الشيخ زايد، بينما هو لم يسدد إيجار غرفته في الراشدية، ومن أجل تحقيق هذا الحلم بسرعة يعقد اتفاقاً مع مجموعة من الأفارقة يرى صورتهم في الجريدة بعد أسبوع، هو سيكل أيضاً و«تيوبلس» بعد!
عندما ينزل شريكك «بالولد» وتعلو عليه بأن تنزل بالـ«الشايب»! وأنتما تلعبان في الفريق نفسه فأنت «سيكل»!
أن تتحدث مع إحداهن لأعوام عدة، وتغرقها بالهدايا والرصيد فهذا يعني أنك «خروف» للدقة العلمية، لكن أن تكتشف بعد هذه السنوات أنها «سلطون» ربيعك في الشيشة فأنت هنا «سيكل»!
استروا ما واجهتم!
المصدر: الإمارات اليوم