لم يكن الكتاب الذي يستند على مقالات كتبها الكاتب يثير فيّ الرغبة لمتابعته، حتى كان لي لقاء وبدون مقدمات مع “الشارع يا فخامة الرئيس” للكاتب سليمان الهتلان والصادر عن دار مدارك للنشر.
وذلك من محاسن معارض الكتب التي تقام في أرجاء الوطن العربي الكبير وقد أتاح لي احدها وهو معرض الشارقة أن نشهد توقيع هذا الكتاب.
وبغض النظر عن مضمون الكتاب، وهو مضمون على درجة عالية من الأهمية، لكن يمكن الاختلاف حوله قليلا أو كثيرا، فان قلم الهتلان يجذبنا لمتابعة الكتاب حتى نهايته، وقد حفل بمقالات من عام 2002 وحتى أواخر عام 2011.
والاختلاف حول وجهة نظر الكاتب تغني علاقة القارئ بالكتاب والكاتب معا، وقد لا ننتبه أحيانا كثيرة، ان الكاتب يتقدم على مجتمعه في التفكير وقد لا يفعل ذلك، وقد يكون أكثر محافظة منهم وهم أكثر تحررا أو العكس، لكن كل ذلك يؤكد إن التعمق في القراءة والتفاعل هو لمصلحة الجميع طالما الأمر مساهمة في الثراء المعرفي.
ويبدو أن الكاتب اختار مقالات على صلة بالأسباب التي آدت إلى ما يسمى الربيع العربي، وهي أسباب عالجها في كتاباته من وجهة نظر تستحق المناقشة، ولكنها تبقى ولأسباب مختلفة تتعامل مع جغرافية الحدث بحذر.
ولعل ما يميز كتابات الهتلان انه يتواصل مع القارئ بأسلوب سهل يستدرجه ولكنه في الوقت يشكل سؤالا لأصحاب القرار.
ونكاد نجزم إن كل فكرة تداولها الكاتب يمكن أن تثير حولها نقاشات موسعة بين مؤيدة ورافضة، أو مرحبة وساخطة.. ولكنها في المحصلة الأخيرة لا يمكن التغاضي عن كونها تحسب للهتلان من حيث الأسلوب والموضوع معا، ومن كونه أعاد التذكير بان الكاتب العربي وهو بدون شك من البارزين فيهم، تطرقوا لما شكّل أسبابا لهذا الربيع، أو ما يسمى كذلك، وليس من العدالة القول إن ما حدث كان مفاجأة للجميع .
كتاب الهتلان نضعه في زاوية ضوء القلم الآن، ليس فقط للتذكير به وهو ما يجب فعله من قبلنا، بل لإعادة قراءة علاقة الكاتب مع المجتمع بجماهيره وحكوماته ، وهو دور مهم لكل أطرافه.
الكتاب جاء ب 241 صفحة من القطع المتوسط، واحتوى على 43 مقالة مسبوقة بمقدمة للكتاب.
المصدر: صحيفة الرابطة