سيطرت قوات الجيش والمقاومة في محور صعدة، المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين شمال اليمن، على مطار «البقع» وسوق شعبي، ووصلت إلى عقبة الرياح على طريق مركز مديرية كتاف الاستراتيجية التي تبعد 50 كيلومتراً عن مدينة صعدة عاصمة المحافظة، فيما حققت قوات الجيش والمقاومة تقدماً في مناطق عدة جنوب تعز، وسيطرت على منطقة «الزبيرة»، بينما قتل 20 من الميليشيات في الضالع وسط اليمن.
وذكر محافظ صعدة هادي طرشان الوائلي، أن قوات الجيش والمقاومة بمساندة قوات التحالف تمكنت من السيطرة على مطار «البقع» وسوق شعبي في المنطقة وجبل «الثائر» الاستراتيجي، وتوغلت في اتجاه مدينة صعدة، متوقعاً أن تسقط عاصمة المحافظة بيد الشرعية في حال تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على عقبة «الرياح» الاستراتيجية وذات الطبيعة الجغرافية الصعبة التي تتمركز فيها الميليشيات بشكل مكثف. وقال الوائلي في تصريحات صحافية، إن قوات الشرعية تخوض اشتباكات عنيفة ضد الميليشيات في مناطق متفرقة وعلى جبهات متعددة في اتجاه مركز مديرية كتاف باتجاه مديرية الصفراء، التي تفصلهم عن مدينة صعدة عاصمة المحافظة. وأضاف أنهم توغلوا بشكل كبير باتجاه مناطق داخلية في مديرية كتاف التي تعد كبرى مديريات صعدة، عقب سيطرتهم على البقع ومطارها ومناطق عدة، بما فيها طريق «البقع – اليتمة» الاستراتيجية، التي تربط محافظتي الجوف بصعدة ومنها نحو السعودية.
في الأثناء، أكدت مصادر في المقاومة التي تشارك في تحرير صعدة تحت «لواء الصحراء»، أن تعزيزات عسكرية تابعة للتحالف والشرعية وصلت الى منفذ البقع الحدودي مع السعودية لمساندة عملياتهم العسكرية في المنطقة، وأنهم حصلوا على أسلحة نوعية ستمكنهم من التقدم بشكل كبير باتجاه مناطق جديدة في معقل الميليشيات الرئيس.
وأشارت المصادر إلى اغتنام أسلحة عدة خلفتها الميليشيات وراءها في المواقع المسيطر عليها، كما تم أسر عدد من أفراد الميليشيات، بينهم عناصر أجنبية «سيتم الكشف عن جنسياتهم قريباً». وكانت مقاتلات التحالف واصلت غاراتها المكثفة على مواقع الميليشيات في صعدة مستهدفة مديريات عدة.
وفي جبهات نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، كشفت مصادر ميدانية في المقاومة عن استعدادات كبيرة تجرى حالياً في جبهات المديرية لاستكمال تحريرها وفتح جبهات جديدة في مناطق ستشكل صدمة للميليشيات، دون الكشف عنها حالياً، مشيرة الى أن العمليات المقبلة ستشكل نقلة نوعية في العمليات العسكرية لقوات الشرعية من الجيش والمقاومة. وأكدت المصادر وصول تعزيزات نوعية لقوات الشرعية إلى نهم، تضم قوات خاصة وذات تدريب وتسليح نوعي، كما وصلت إلى جبهات صرواح على تخوم صنعاء من جهة خولان وحريب نهم باتجاه بني حشيش تعزيزات مماثلة، متوقعة ان تشهد الأيام القليلة المقبلة التحام جبهتي صرواح ونهم من جهة حريب نهم، وبدء معركة بني حشيش التي تتصل بأطراف العاصمة صنعاء الشرقية مباشرة.
ووفقاً لتلك المصادر فإن المعلومات الاستخباراتية تشير الى أن الميليشيات في حالة انهيار شبه كاملة، وأنها في حالات خلاف ومواجهات مستمرة بين عناصر الحوثي وقوات المخلوع صالح في الجبهات وداخل المعسكرات في مناطق التماس، فضلاً عن عدم قدرتهم على التحرك او إعادة الانتشار في أي من المناطق المشتعلة نتيجة كثافة القصف من قبل الشرعية وغارات مقاتلات التحالف التي تراقب جميع تلك التحركات.
في هذا الإطار، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير أحد أهم وأكبر مخازن الأسلحة التابعة للميليشيات في جبل نقم، ما أسفر عن وقوع انفجارات وتطاير للمقذوفات باتجاه المناطق المجاورة في سعوان وشارع الأربعين استمرت ساعات، كما استهدفت مواقع للميليشيات في منطقة صرف بمديرية بني حشيش شمال العاصمة صنعاء.
وفي مأرب واصلت قوات الجيش والمقاومة تقدمها في جبهتي صرواح الشرقية والغربية، وتمكنت من صد هجمات عدة للميليشيات التي حاولت العودة عبر الطريق الرئيس بين صرواح وصنعاء باتجاه المخدرة، لكنها فشلت نتيجة إصرار قوات الشرعية على المحافظة على مواقعهم.
وأكد مصدر في المقاومة بالمنطقة تمكنهم من التقدم إلى محيط وادي الجدعان من جهة وادي المخدرة، وهي منطقة تتمركز فيها الميليشيات بشكل كبير لوجود زعامات قبلية موالية للمخلوع صالح، مؤكداً ان المنطقة باتت تحت الحصار المطبق وليس أمام العناصر فيها إلا الاستسلام أو الموت. وعلى صعيد ترتيب الأوضاع في مأرب، وجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور، بتخصيص 20% من إيرادات النفط والغاز لمصلحة التنمية في المحافظة، وتخصيص مبلغ 30 مليون دوﻻر لمحطة كهرباء إسعافية لمأرب، الى جانب التوجيه بإصدار قرار إنشاء جامعة مأرب، واعتماد 153 مليون ريال شهرياً موازنة تشغيلية للكليات القائمة حتى إنشاء الجامعة واعتماد موازنتها.
وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على منطقة «مزوية» في المتون وكبدتهم خسائر كبيرة وأجبرتهم على التراجع والانكسار، وفقاً لمصادر في المقاومة الشعبية بالجوف، التي أكدت أيضاً تفجير الميليشيات منازل معارضيهم في المنطقة قبل فرارها على وقع ضربات الجيش والمقاومة. وفي تعز، حققت قوات الجيش والمقاومة تقدماً بالسيطرة على منطقة «الزبيرة» وتأمين جميع التباب المطلة على المنطقه وتطهيرها من الميليشيات التي فرت من المنطقة عقب هجوم قوات الشرعية على مواقعهم في قطاع الحجرية جنوب المحافظة. وفي جبهات المدينة تمكنت قوات الجيش والمقاومة من إفشال محاولة تقدم في حي الزهراء شرق المدينة، فيما دارت اشتباكات عنيفة مع الميليشيات في «كلابة والاربعين وسوق عصيفرة» شمال شرق المدينة، فيما واصلت الميليشيات قصفها أحياء المدينة بمختلف انواع الأسلحة طالت مسجد السلام في منطقة بير باشا شمال غرب المدينة أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المصلين وفقاً لمصادر محلية وشهود عيان. وكانت قوات الجيش والمقاومة قصفت مواقع الميليشيات في منطقة «العرسوم» غرب المدينة، وتمكنت من تدمير عربة عسكرية عليها رشاش، وقتل وإصابة من كانوا في المنطقة. وفي الضالع وسط اليمن، وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للشرعية الى معسكر الصدرين في محيط مريس لمساندة قوات الجيش والمقاومة التي تخوض منذ أيام معارك عنيفة ضد الميليشيات في «رمة وحمك والعرفاف» بمحيط مريس. وذكرت مصادر في المقاومة أنهم تمكنوا من قتل أكثر من 20 من عناصر الميليشيات وتدمير مدرعة في مناطق «رمة وسون والرحبة»، خلال اليومين الماضيين، وتقدموا باتجاه منطقة «المعصر» والقرى القريبة من خطوط التماس، غرب مريس شمال الضالع.
المصدر: الإمارات اليوم