تواصل قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف تقدمها وانتصاراتها في مديريتي المتون والمصلوب المحاذيتين لمعاقل الانقلابيين في صعدة وصنعاء، فيما تستمر معارك الكر والفر في جنوب غرب تعز، في حين تواصل مقاتلات التحالف العربي دك أوكار الانقلابيين في محافظات عدة، بينما قتل 40 من تنظيم القاعدة بقصف أميركي في محافظة حضرموت.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في محافظة الجوف من السيطرة على مناطق «وادي مزوية ومزارع الحيال والفيض» بمديرية المتون غرب المحافظة، كما تمكنت من السيطرة على «فرضة آل فارس» غرب مديرية المصلوب.
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة في الجوف عبدالله الأشرف لـ«الإمارات اليوم»، إنهم تمكنوا من تحقيق تقدم كبير في مديريتي المصلوب والمتون بعد معارك وصفها بالطاحنة مع ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح وبمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف سقط فيها القيادي الميداني الكبير لجماعة الحوثي صادق أمين السيد، وعدد كبير من جنود الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأشار الأشرف إلى أن قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية السادسة وبمساندة كبيرة من المقاومة، تمكنت من التقدم في المتون والسيطرة على وادي عروق مزوية ومزارع الحيال والفيض. كما تمكنت تلك القوات من السيطرة على فرضة آل فارس في مديرية المصلوب وأصبحت تسيطر على الخط الرابط بين الجوف والعاصمة اليمنية صنعاء مباشرة.
وأوضح أن بقية الجبهات في المحافظة تشهد هدوءاً نسبياً، فيما تواصل مقاتلات التحالف تغطيتها الجوية للمعارك التي تخوضها المقاومة، وتحلق بشكل متواصل فوق مديريات المحافظة الـ 12 بالكامل لرصد أي تحرك للانقلابيين.
وفي محافظة تعز، تواصلت معارك الكر والفر بين قوات الجيش والمقاومة من جهة وميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية، في المناطق الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة تعز والممتدة من السجن المركزي الى مناطق حدائق الصالح والمقبابة والمقهاية في الضباب، وذلك عقب تمكن الميليشيات الانقلابية من التقدم إلى تلك المناطق بعد وصول تعزيزات كبيرة لها من محافظتي إب وذمار بينها قوات من القوات الخاصة ذات التدريب النوعي والموالية للرئيس المخلوع.
وقال القيادي في الجبهة الغربية محمد مهيوب لـ«الإمارات اليوم»، إنهم عززوا صفوفهم بعدد من المقاتلين والعتاد بمجهود قيادة المقاومة في تعز وغياب تام لأي دعم من المنطقة العسكرية الرابعة، وإنهم على وشك استعادة المناطق التي سيطرت عليها ميليشيا الانقلاب في الضباب.
وفي الجبهة الشرقية لمدينة تعز، تواصلت معارك الكر والفر الليلية بين الجانبين في أحياء الجحملية وثعبات وكلابة وجوار القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي، من دون تحقيق أي تقدم للجانبين، في حين تمكنت المقاومة من أسر قيادي حوثي وضابط كبير في الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح ينتمي لمديرية آنس بذمار، في كمين بمنطقة الزهراء شمال شرق مدينة تعز.
من جانبها، واصلت مقاتلات التحالف مساندتها القوية لجبهات تعز، وشنت سلسلة غارات استهدفت مواقع للانقلابيين في شمال نقطة السمن والصابون تقاطع شارع الخمسين، شمال غرب المدينة، وكذلك على مناطق متفرقة في المقهاية، والمقبابة، في الضباب، جنوب غرب المدينة كما استهدفت جبل العلا في المنطقة الشرقية.
وفي محافظة شبوة، تواصلت المعارك الدائرة في مديريتي عسيلان وبيحان الاستراتيجيتين، بين قوات الشرعية من جهة وقوات المخلوع صالح وميليشيا الانقلاب من جهة أخرى، في ظل زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد المقدشي، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبدالرب الشدادي، إلى جبهات القتال للاطلاع على سير المعارك، التي أصبحت في محيط الشرقية والصفراء ببيحان بعد السيطرة عليهما من قبل الشرعية.وأشار مصدر في المقاومة في شبوة إلى أن المقدشي والشدادي قاما بزيارة تفقدية لمديرية عين بعد تطهيرها من الانقلابيين، وأعلناها رسمياً مديرية محررة، كما قاما بزيارة للمناطق المحررة في بيحان، التي لاتزال المعارك دائرة في بعض مناطقها ضد الانقلابيين، وصولاً إلى آخر نقطة تحت سيطرة الشرعية في بيحان وهي قرية الحجب.وأكد المصدر أن المقدشي وجه المقاتلين بسرعة استكمال بيحان والتوجه نحو محافظة البيضاء المحاذية لها، لفتح جبهة جديدة نحو العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية، الأمر الذي كان كشف عنه الناطق باسم المقاومة في ذمار جمال جباري، لـ «الإمارات اليوم».وكان المقدشي زار مدينة حريب المحررة في مأرب والتقى قائد اللواء 26 مشاة العميد الركن مفرح بحيبح، كما توجه إلى المناطق المحررة بنجد مرقد ومجبجب شرق حريب والتقى مقاومة آل عقيل وعلى رأسهم قائد المقاومة الشيخ علي بن عبدالله العقيلي.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات متفرقة على مواقع الانقلابيين في مديريتي بيحان وعسيلان، والمناطق المحاذية لمحافظة البيضاء الهدف القادم لقوات الشرعية، والتي شهدت تعزيزات كبيرة للانقلابيين استعداداً لمصيرهم المحتوم فيها، كما قال مصدر في المقاومة بمنطقة آل حميقان. وأشار المصدر إلى أن الميليشيات التي تعيش حالة من الرعب والترقب لما ستؤول إليه المعارك في شبوة، قامت بقصف قرى عدة في المحافظة منها قرية يفعان بمديرية ذي ناعم، وقرى في مديرية الطفة، ومناطق في مديرية الصومعة.
وفي العاصمة صنعاء، شهدت جبهات القتال في مديرية نهم مناوشات بالأسلحة الخفيفة، فيما كانت المعركة الحقيقية لمقاتلات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات العنيفة على العاصمة وضواحيها، وأدت الى مقتل المسؤول العام لجماعة الحوثي عن مديرية شعوب وسط العاصمة شرف عبدالقادر الحوثي، الذي استهدفت سيارته بغارة ناجحة فوق أحد الجسور في المديرية.كما شنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة حريب نهم شرق صنعاء، واستهدفت معسكر الحفا شرق المدينة ومقر ألوية الحماية الرئاسية بمنطقة النهدين المطلة على دار الرئاسة جنوب العاصمة، وست غارات على معسكر الصمع في أرحب شمال صنعاء. كما استهدفت المقاتلات تعزيزات للانقلابيين في نقيل شجاع على الطريق الواصل بين مديريتي بني حشيش بصنعاء وحريب القراميش بمأرب، ودمرت عدداً من الآليات الثقيلة وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين.وفي صعدة معقل الانقلابيين، وصلت 93 جثة لعناصر من ميليشيات الحوثي ومعظمهم من صغار السن من الذين قتلوا في جبهات القتال في تعز والجوف، إلى مدينة صعدة وفقاً لشهود عيان.
وفي الضالع، تجددت الاشتباكات العنيفة بين ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح من جهة والجيش والمقاومة من جهة أخرى في محيط مدينة مريس من جهة محافظة إب، حيث تبادل الجانبان فيها القصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأشار القيادي في المقاومة الشعبية بالضالع فواز المريسي لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن المعارك بدأت الليلة قبل الماضية وصباح أمس، وكانت عنيفة وهستيرية خصوصاً من جانب الانقلابيين الذين يحاولون تحقيق مكاسب في المنطقة تعزز موقفهم التفاوضي في المشاورات المرتقبة مع الحكومة الشرعية، لكنهم جوبهوا بقوة من قبل المقاومة التي تصدت لهم وأجبرتهم على التراجع الى مواقعهم.وفي محافظة حضر موت، قال مسؤول محلي إن «40 عنصراً على الأقل من تنظيم القاعدة قتلوا، وجرح 25 آخرون في القصف الجوي الأميركي الذي استهدف معسكراً في حجر بمحافظة حضرموت، والواقعة غرب مدينة المكلا (مركز المحافظة) التي يسيطر عليها التنظيم منذ أبريل 2015». وأكد مصدر قبلي الحصيلة، مشيراً إلى أن الضحايا «هم من الشباب الذين جندهم (القاعدة) حديثاً»، وكانوا يتلقون تدريباتهم في المعسكر. وأضاف أن «مقاتلين آخرين موجودين في المعسكر، نجوا من القصف».
المصدر: الإمارات اليوم