كاتب إماراتي
هناك لحظات يخجل فيها الإنسان من نفسه، خصوصاً في تلك اللحظات المرتبطة بما يقدمه غيره للإنسانية، دون النظر أو التحيز إلى العرق واللون والدين والطائفة، يتفرج فيها على إنجازات الآخرين، فيجد أنه لم يقدم للإنسانية أي شيء يذكر.
الإنسانية الحقيقية كانت حاضرة في حفل تكريم صناع الأمل، الذي شهدته مدينة دبي قبل أيام، وبحضور شخصي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
قصص حقيقية مؤثرة، تجسدت في أشخاص لم يفكروا في أنفسهم، ولم يسعوا لمجد شخصي، بقدر ما عملوا على صناعة الأمل لأناس تقطعت بهم السبل، ولغيرهم ممن كانوا يبحثون عن بصيص من الأمل، معظمنا لم يكن يعرف عنهم أي شيء، لكن في حفل تكريم صناع الأمل عرفنا ما قاموا به، وأثبتوا لنا أن الخير والتضحية موجودان في كل زمان ومكان لزراعة الأمل في نفوس الآخرين.
نوال الصوفي وهشام الذهبي ومعالي العسعوسي وماجدة جبران والخوذ البيضاء، استحقوا أن يكونوا صناع الأمل في عالمنا العربي، الذي باتت أجزاء منه تئن من الظلم والدمار وتشريد الأبرياء، ولا شك في أن هناك الكثير من غير الفائزين يستحقون أن يكونوا أيضاً من صناع الأمل في العالم العربي، الذي نتطلع أن يكون مستقبله أفضل من حاضره بكثير.
يقول الشيخ محمد بن راشد: «لا توجد قوة في الحياة تغير المجتمعات نحو الأفضل أكبر من قوة الأمل»، وطالما هناك أمل هناك حياة، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، قبل أن ينام الواحد منا عليه أن يفكر في الأمل الذي يفتح أبواب السعادة لصاحبه، وعندما يستيقظ من نومه يجب أن يسعى لتحويل الأمل إلى حقيقة على أرض الواقع.
هناك الكثير من صناع الأمل في عالمنا العربي، يستحقون التكريم مثل غيرهم، في المقابل يعجز اللسان عن وصف الشيخ محمد بن راشد في هذا العالم، عندما أتأمل المبادرات العظيمة التي يقوم بها أقف عاجزاً عن التعبير، إنه بلا شك صانع الأمل الحقيقي، الذي نتعلم منه في كل مبادرة معنى الأمل، إنه واحد من الذين ينطبق عليهم قول المخترع الأميركي توماس أديسون: «الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء».
المصدر: الإمارات اليوم