انقلب النظام الإيراني على ثورة الشعوب عام 1979 وبُني على أساس الإقصاء عبر التصفيات الجسدية وسفك الدماء لبعض الرموز الثورية وزج بعضهم الآخر في غياهب السجون وإجبار ما تبقّى منهم على مغادرة الوطن بعد تعرّض حياتهم للخطر المؤكد، فأكد النظام الإيراني طابعه الشمولي والاستبدادي ليستولي على سدّة الحكم في البلاد بواسطة الرُّعب والإرهاب.
ولكسب المشروعيّة، يحتفل النظام كل عام بذكرى انتصار ثورة الشعوب، وواقع الحال أن النظام الإيراني قد أكد بوضوح أنه من ألدّ أعداء الشعوب بطابعه الوحشي والإجرامي. وتحوّلت احتفالات الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب إلى نكبة في إيران، ومازال الشارع الإيراني يتحدّث عن «الأحد الأسود» وإهانة «نجاد» من قِبل «لاريجاني» رئيس البرلمان وطرده، حتى تلقى «نجاد» إهانة أكبر في مصر بعد أن انهالت عليه أحذية الرافضين لزيارته.
وبعد ظهوره بمظهر البطل والمنتصر على رئيس اللجنة التنفيذية، توجّه «لاريجاني» إلى ساحة «الخميني» بصفته زعيم المنقلبين على الثورة في مدينة «قُم» ليُلقي كلمته في الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب، حتى فوجئ بالهتافات المعادية له من قِبل العشرات، فانهالت عليه أحذيتهم ليقطع خطبته بعد دقيقتين فقط ويفرّ من المكان، محطماً بذلك الرقم القياسي لأقصر خطبة لرؤساء البرلمان، ولتلقّي أكبر عدد من الأحذية.
فهل بلغت الرسالة لكل من تساوره نفسه على ركب ثورات الشعوب والاستيلاء على تضحياتها وانتفاضاتها لتحقيق الحرية والكرامة؟
المصدر: صحيفة الشرق