الطائف: موت «غالية» يبكي «المسيلات» … ومواطنون يتخلصون من «العاملات المنزليات»!

منوعات

شهدت محافظة الطائف أمس، تشييع جثمان المواطنة غالية الحارثي التي راحت ضحية اغتيال عاملتها الإثيوبية في قرية المسيلات (جنوب محافظة الطائف)، إذ أدت جموع غفيرة صلاة الميت عليها عصر أمس، في مسجد عبدالله بن العباس، بعد أن نقل الجثمان إلى مقبرة السدين الواقعة في وادي بوا على بعد 150 كيلو (جنوب المحافظة).

وأوضح عبدالرحمن الحارثي (ابن القتيلة) لـ «الحياة» أن العاملة الإثيوبية «قنت» اعترفت بجريمتها خلال التحقيقات التي أجرتها معها الشرطة، وتم تصديق أقوالها شرعاً في المحكمة العامة أمس.

وقال الحارثي: «اعتدتّ على زيارة والدتي بصورة شبه يومية، وكانت الزيارة الأخيرة صدمة عنيفة ما زلت وسأستمر في تجرع آلامها ومرارتها طيلة حياتي، إذ إنه من الصعب غياب هذا المشهد الدموي عن ذاكرتي، خصوصاً أن الضحية والدتي».

وبيّن أنه عقب أن دخل من باب المنزل وجد والدته في غرفتها طريحة على سجاد الصلاة تنزف دماً وهي في الرمق الأخير، ولا تستطيع الحديث أو الحركة، إذ حاول إسعافها بيد أن كل محاولاته لم تصل إلى نتيجة تعيد الروح إلى جسدها، وحينها تأكد أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وغادرت الدنيا.

وأشــار إلى أنه لم يتصور أن يكون مصدر الجريمة من المنزل، وتوقع أنه عبارة عن هجوم لعصابة مسلحة بغرض السرقة أو تحقيق أهداف أخرى، مبيناً أنه تم استدعاء الشرطة والهلال الأحمر لمباشرة الواقعة ونقل والدته التي قتلت إلى المســتشفى، إذ أكد المستشفى وفاتها بصورة قطعية لا تقبل الاحتمالات.

وأكد أنه تم العثور على العاملة المنزلية في الطابق الثاني مغلقة الأبواب، بينما تعاملت الشرطة مع الحادثة، وتم كسر الأبواب، وإخراجها وهي تتحدث بهمسات وعبارات غير مفهومة، لافتاً إلى أن ارتكاب الجريمة كان يساور العاملة طيلة الأسبوعين الماضيين، وعندما كانت تُقرر التنفيذ تتراجع، وظلت متذبذبة حتى الخميس الماضي، وتجرأت على ارتكاب الجريمة التي خلفت مصاباً جللاً، ولهيب نار اليتم الذي شرخ وأحرق نفوس أشقائي الصغار.

وأوضح أن الخادمة تعتنق الديانة المسيحية، وحاولنا دعوتها ودخولها في الإسلام مرات عدة، إذ كانت تفيد بأن اعتناقها للاسلام سيعرضها للقتل على يد أقاربها في إثيوبيا.

وأفاد بأنه تم منح العاملة الثقة العمياء من أفراد الأسرة كافة، وتمتعت بها من دون حدود طيلة فترة إقامتها التي خلصت إلى قتل والدته، موضحاً أن الحادثة امتدت تداعياتها إلى بعض الأسر في القرية ممن لديهم عاملات من الجنسية نفسها، ما دفع أرباب هذه الأسر إلى تسليمهن للترحيل، خشية وجود اتفاقات مسبقة مع «القاتلة» على تكرار السيناريو المؤلم.

المصدر: الحياة