كشف مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن استثمارات حكومة دبي في البنية التحتية للطرق والمواصلات التي تقدر بنحو 100 مليار درهم، ساهمت في توفير 169 مليار درهم بين عامي 2006 و2018 عائداً اقتصادياً، مثل تقليل الوقت والوقود المهدرين في الازدحامات المرورية، فيما يتوقع أن تصل نسبة المنافع إلى التكاليف بالنسبة لمترو دبي، قرابة 2.5 بنهاية عام 2020، و4.3 بنهاية عام 2030، وذلك وفقاً لدراسة فنية أجرتها احدى الجامعات البريطانية،
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة للمؤتمر الدولي للطرق 2019 في أبو ظبي، بحضور عدد من المسؤولين من الهيئات والمؤسسات من داخل الدولة وخارجيها.
وقدم الطاير عرضاً عن عناصر التميز في إدارة مشاريع البنية التحتية التي تعد أحد أهم محاور التنمية الشاملة والمحرك الرئيس للاقتصاد، حيث استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة مليارات الدراهم لتطوير البنية التحتية، وباتت اليوم تحتل مراكز متقدمة في مجال جودة البنية التحتية، وحققت المركز الأول فـي جودة الطرق عالمياً خلال الفترة من 2013-2017، وهو ما عزز من تنافسية الإمارات في استضافة الفعاليات العالمية مثل معرض إكسبو 2020، مشيراً إلى أن تطور منظومة النقل الجماعي في إمارة دبي ساهم في زيادة نسبة مستخدمي وسائل النقل الجماعي من 6% في 2006، إلى 17.5% في 2018، فيما ساهم تطوير شبكة الطرق وبرامج التوعية في خفض معدل وفيات الطرق من 21.9 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2006 إلـى 2.4 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2018، بنسبة انخفاض 89%.
وحدد الطاير 9 عوامل لتحقيق التميز والنجاح في إدارة مشاريع البنية التحتية، في مقدمتها القيادة الفعالة، والاستراتيجيات الشاملة والخطط المتكاملة، ثم النموذج الإداري المناسب والهيكل التنظيمي المرن، وسرعة اتخاذ القرار، إضافة إلى توفير التمويل اللازم، والحوكمة والرقابة، وإدارة المخاطر والتحديات، وكذلك الالتزام بتنفيذ الخطط واستشراف المستقبل، وتوظيف التقنيات الحديثة لإنجاح المشاريع.
وأشار الطاير إلى أن القيادة الفعالة تستوجب وجود الرؤية الواضحة والمتابعة المستمرة عبر الاجتماعات والزيارات الدورية، فضلاً عن اتخاذ القرارات الصحيحة في وقتها وتوفر الخبرة الفنية المعتمدة على مصادر مختلفة للمعلومات، والتأثير الفاعل لتحقيق النتائج المرجوة من خلال القدرة على الإقناع على مستويات العمل كافة.
وتطرق في كلمته إلى تجربة هيئة الطرق والمواصلات في تنفيذ مشروع مترو دبي، ودور القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، في إنجاز المشروع في الموعد الذي حدد له سلفاً عند بدء المشروع، وزيارات سموه المتكررة للمشروع في مختلف مراحله، مشيراً إلى أن هذا النهج استمر في إدارة المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل ترام دبي وقناة دبي المائية، وحالياً في مشروع (مسار 2020) لتمديد الخط الأحمر لموقع معرض إكسبو 2020.
وأوضح الطاير أن جميع مشاريع هيئة الطرق والمواصلات في دبي تنطلق من رؤية واضحة لقطاع البنى التحتية بناءً على خطة دبي 2021، وتشهد متابعة مستمرة من القيادة على أعلى المستويات لسير المشاريع على الأرض، وأن الهيئة تستفيد من مختلف مصادر التمويل بما في ذلك تمويلات القطاع الخاص، كما أنها تعتمد معايير الشفافية، وتستشرف المستقبل في مجال النقل بالتزامن مع توظيف التقنيات الحديثة، فعلى سبيل المثل أنجزت الهيئة في 2017 مركز التحكم المُوحّد الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، ويعد أحد أكبر مراكز التحكم بأنظمة النقل والمرور في العالم، فيما العمل جارٍ حالياً لتنفيذ مركز التحكم المروري في البرشاء، بهدف زيادة نسبة تغطية شبكة الطرق بالإمارة بالأنظمة المرورية الذكية من 11% حالياً إلى 60%.
واستعرض ، العناصر المركزية لبناء منظومة ناجحة لإدارة المشاريع وهي تأسيس مكتب لإدارة المشاريع، وإيجاد نظام لتحديد أولويات المشاريع، وإدارة برامج المشاريع، وإدارة المخاطر والتحديات، وتطبيق نظام إلكتروني لإدارة المشاريع، وإدارة العلاقات مع الشركاء، وإدارة دورة حياة الأصول، وتفعيل الهندسة القيمية، وتوفير منصات لتبادل المعرفة.
وكمثال عن نظام تحديد أولويات المشاريع، قال الطاير: يلعب النظام دوراً محوريا في إنجاز الخطة الاستراتيجية للهيئة، ويتم من خلاله اختيار أفضل حزمة من المشاريع لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة في حدود الموازنات المتوفرة، بناءً على معايير متكاملة، وتشمل الهندسة القيمية نظام مؤسسي متكامل، ونتج عن تطبيقها توفير مليارات الدراهم في السنوات الثلاث الماضية، فعلى سبيل المثال ساهم تطبيقها في مشروع جسر الشندغة في ترشيد 316 مليون درهم، وخفض التكلفة بنسبة 50%، حيث تم إجراء تعديل في تصميم القوس لتصبح شكل معماري فقط.
أما بخصوص منصّات تبادل المعرفة، أشار الطاير إلى منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، ومؤتمر دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة، وتحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، ويبلغ مجموع جوائزه قرابة 19 مليون درهم.
وناقش الطاير أهم الدروس المستفادة من مشروعين كبيرين نفذتهما الهيئة في الفترة الماضية، وهما مترو دبي، وقناة دبي المائية، ولخص الدروس في مشروع مترو دبي في خمس نقاط هي: توضيح مسؤوليات الأطراف العاملة كافة في المشروع، ووجود فريق فني داخلي مؤهل، وإشراك المشغل من بداية مرحلة التصميم، وتعيين مدقق السلامة مع بداية تنفيذ المشروع، وإعداد برنامج زمني متكامل لكافة أعمال المشروع، فيما لخص الدروس المستفادة من مشروع قناة دبي المائية في ثلاث عناصر هي: تطبيق الهندسة القيمية، حيث ساهم تطبيقها في توفير ما يقارب مليار درهم من تكلفة المشروع، والشراكة مع القطاع الخاص لتخفيف العبء على موازنة الحكومة، ومراعاة الجوانب البيئية في المشاريع حيث تم رفع جودة المياه في الخور بنسبة 33% نتيجة مشروع قناة دبي المائية.
واختتم الطاير كلمته بتأكيد أهمية الاستثمار في البنية التحتية موضحا أن استثمارات حكومة دبي في البنية التحتية للطرق والمواصلات والتي تقارب 100 مليار درهم، أدت إلى توفير 169 مليار درهم بين عامي 2006 و2018 كعائد اقتصادي مثل تقليل الوقت والوقود المهدرين في الازدحامات المرورية
كما أكد أن الاستثمار لا يجب أن يقتصر على البنية التحتية، بل يجب أن يشمل الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة وتمكينها وتطويرها بشكل مستمر
وأكد الطاير أن نجاح المشاريع وتميزها يعتمد بشكل رئيسي على دور القائد من خلال الرؤية الواضحة، والتأثير المباشر على كافة المستويات، والمتابعة المستمرة في الميدان، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) “بناها زايد في الميدان……….وفي الميدان سنكمل المسيرة”.
المصدر: البيان