كاتب إماراتي
حسناً! لكي أكون صادقاً معك فهو لا ينتهي بحرف القاف! بل بالجيم المعطشة المصرية أو بالكاف التي فوقها شرطة طولية كما يكتبها أصدقاؤنا اللدودون. ولكي أكون صادقاً معك أكثر فهو ينتهي بطنين تسمعه في أذنيك، ولذا يقال (صمهُ طراق) أي كاد أن يصيبه بالصمم نتيجة للطراق!
لكل شعب عربي طريقته في التعبير بطريقة تشعرك بأنها تتنافس في ما بينها في أيهم يكون أكثر لطفاً في التعبير، فالفلسطيني يقول (سلخه كف).. ركز معي في سلخُه هذه أو هاظي.. الكويتيون يقولون عطاه راشدي.. والعراقيون يقولون: هفّه بعِجِل.. عجل وليس حوار ولا خروف.. احفظها مني هفّه بشنو يابه؟.. بعجل! عفيه! لا أستطيع أن أتوقف عن ممارسة الصدق معك اليوم، لذا فحقيقة مهما قال اللبناني: رزعه كف.. فأنا أحس بأنه لا ينتمي لهذه المجموعة.. المصري بدوره يقول: إداله بالألم.. شايفين الرقي!! مصر ولّادة!.. ثقافة في كل شيء حتى في الطراقات.. إداله بالألم.. إديله ألم.. تحس إن واحد يوزع جوائز في مسابقة الإذاعة المدرسية.
لنضع هذا الموضوع في الجزء الأيسر من الدماغ وننتقل للجزء الأيمن.. نحتاج إلى فتوى عاجلة.. حقيقةً، الكثيرون يخجلون من طرح الموضوع، ولكنني متأكد بأنه وبحسب إحصاءات هيئة أبوظبي للصحة يوجد ما لا يقل عن 21% من الأمهات والجدات مصابات بمرض السكر، وأنتم تعرفون ما الذي يعنيه مرض السكر بالنسبة لامرأة كبيرة في العمر.
الإشكالية الشرعية الآن هي الآتي: حين تطلب منك أمك المريضة بالسكر أن تحضر لها سنيكرس.. وفي الوقت نفسه يكون الطبيب قد أكد عليك أن جرعة السكر المرتفعة المقبلة تعني جلطة أو أمراً لا تُحمد عقباه.. وفي الوقت نفسه تصر عليك الوالدة بأن تهرب لها السنيكرس بعيداً عن أعين الأخوات، وإلا ستستخدم ضدك حزمة العقوبات «الفا»، وهي عبارة عن مجموعة من الأحاديث والأدعية التي تُتلى بسرعة جملتين في الثانية: حسبي الله عليكم من عيال ونعم الوكيل.. والله اني مب راضية عنك ولا عن عيالك.. بكرة عيالك يردونها لك.. عساك ما تشوف سنيكرس وانته يوعان.. ومجموعة أخرى تشعر معها ليس فقط بأنك لم تعد ذلك الابن البار.. بل تشعر بأنك ستكون في الطابور الذي يسبق أبولؤلؤة المجوسي في الطريق إلى الدرك الأسفل!
أرجوك لا تحدثني عن علب الحلوى المناسبة لمرضى السكر! فهناك نوع من الأمهات يعرفن تماماً الفرق بين السنيكرس والباونتي والمارس والتويكس، بل يعرفن أن هناك تويكس دارك وتويكس أبيض، وأن هناك في اليابان كت كات بنكهة الفراولة.. ناس لديها (أبديت)، وليس مثل البعض الذين يطلقون على كل ما اختلط بكاكاو وطعمه سكر (جالاكسي).
نرجوكم.. خُمس المجتمع يحتاج إلى فتوى صريحة وعاجلة.. غضب الحبيبة مع الحفاظ على صحتها؟ أم رضاها مع ترقّب ما هو أسوأ؟
ما علاقة هذا الأمر بما ورد في أول المقال؟! سأكون صادقاً معك للمرة الرابعة (وهو رقم قياسي بالنسبة لي بالمناسبة).. ليس كل ما يعرف يا هذا يقال! هناك أمور لا يمكن ذكرها علانية.. وطراق الحبيب مثل أكل السنيكرس!.. يعني متصافين!
المصدر: الامارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-01-29-1.751339