نتناول في الفيلم الوثائقي «زايد» الجانب الإنساني من شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. هذا ما أوضحه منصور الظاهري مخرج الفيلم. وقال في حديثه لـ«البيان»: استعنت بمواد أرشيفية منها ما سيعرض لأول مرة على الجمهور، إلى جانب عرض أكثر من 8 شهادات لأشخاص عاصروا الشيخ زايد. وأشار الظاهري إلى أن مدة الفيلم أكثر من ساعة، وسيعرض في دور السينما المحلية بعد الانتهاء من العمل عليه. وأضاف: ما زال الفيلم يتطلب شهرين من العمل بعد أن عملنا عليه 8 شهور.

على خطى زايد

قال منصور الظاهري: ابتعدت بهذا الفيلم عن الطريقة التلفزيونية الرسمية التي يتم فيها تناول شخصية الشيخ زايد. وأضاف: الفيلم إنساني عاطفي يستعرض شهادات صادقة لأشخاص معروفين من منظمات إنسانية، أو مقابلات ممن عاصروه من مرافقين أو موظفين تحدثوا بحب وشغف عنه. وأوضح: فاجأونا بالقصص التي كشفوها لنا، من أثر الشيخ زايد على الأعمال الخيرية، التي تشكل جزءاً من مسيرة مؤسس دولة الإمارات الذي خلف وراءه موروثاً من العطاء، من قبل أن يكون حاكماً لإمارة أبوظبي.

ونوه الظاهري إلى أن الفيلم يُعَرف كيف بدأ زايد مسيرة العطاء. وقال: كلنا على خطى الشيخ زايد في الجانب الإنساني، ولهذا استخدمت أسلوب الفيلم الروائي وعكست فيه جماليات الصورة وبدأناها بالتعرف على الشخصية التي تتحدث عن الشيخ زايد.

منصور الظاهري

سيرة روائية

قال منصور الظاهري: إن اختيار الشيخ كسيرة ذاتية لن تكفيه 10 أفلام، فهناك الكثير من القصص المشوقة بكل المجالات بما فيها العلاقة التي جمعت الشيخ زايد بعدد من الرؤساء. وأضاف: بشكل فعلي إن الشيخ زايد هو مؤسس حقيقي، وإن تسألنا عن سر الاحتفال بـ«عام زايد» فإن الهدف منه أن نتذكر بأنه «القدوة الحسنة». وتابع: نعاني اليوم من أمور كثيرة تدل على فقدان الإنسانية، ومن هذا المنطلق أركز على الجانب الإنساني فهو أقل ما يمكن أن يقدم.

وأوضح: اعتمدت في الفيلم على فكرة القصة المترابطة فنحن لا نستخدم «الغرافيكس» إلا إذا كان يخدم القصة. وأضاف: عادة ما أشتغل على الفيلم مستخدماً أعلى التقنيات السينمائية، التي تتناسب مع المهرجانات العالمية. وذكر: جاء هذا الفيلم بطابع روائي نوعاً ما من جماليات الصورة الموجودة والحركة والعاطفة التي تليق بالموضوع.

وقال: صور الفيلم «ملادن» الذي يعتبر واحداً من أشهر المصورين في العالم، ويظهر الفيلم وكأن المتحدث الذي يروي علاقته بالشيخ زايد يتكلم عن والده، بأسلوب يحمل تقنيات الحبكة والانسجام. وأشار إلى اختيارهم أماكن تصوير مختلفة لهذا الحدث.

كما قال الظاهري: أحرص على تقديم فيلم يليق بمستوى الحدث، وما عملت عليه وعرض لغاية الآن عن الشيخ زايد لا يكفي. وأضاف: أحرص كمخرج على تقديم تقديم قصة معينة مؤلفة من أجزاء كل مرة أتحدث فيها عن جزء من حياة الشيخ زايد منها فيلمي السابق «البيت متوحد»

وقال: الشيخ زايد المولود في العام 1918 عاصر 3 أجيال ومن المستحيل أن نختزل شخصيته في فيلم مدته أكثر من ساعة.

وأشار إلى حرصه بأن يعرض أفلامه على لجنة من المشاهدين المختصين قبل العرض. وأوضح: أستمع إلى الملاحظات، وفي حال وجدت اتفاقاً على ملاحظة معينة أشتغل من جديد على إعادة المونتاج. وأخيراً شدد على أهمية وفائه لإخراج هذا الفيلم الذي يتزامن مع (عام زايد).

إضاءة

منصور الظاهري كاتب ومخرج والرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة الكلمة للإنتاج، حاصل على ماجستير في الإخراج من (أكاديمية نيويورك) للأفلام، وعلى ماجستير إدارة الأعمال من معهد نيويورك للتكنولوجيا، لديه خبرة أكثر من 10 سنوات في صناعة الأفلام، حاصل على عدد من الجوائز منها أفضل فيلم وثائقي أجنبي لمهرجان نيس الدولي عن فيلم «سبارتا الصغيرة» كما فاز لثلاث مرات بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان لوس أنجليس السينمائي، عن أفلام (سراب. نت) و(آمال) و(العالم يغني لزايد).

المصدر: البيان