أطلقت القمّة العالمية للحكومات نسخة استثنائية لجائزة أفضل وزير في العالم، لتكريم الشخصيات القيادية التي حققت إنجازات متميزة تخدم الإنسانية في مواجهة التحديات العالمية الصعبة التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد. وتستثني الجائزة وزراء حكومة دولة الإمارات من المشاركة، تعزيزاً لصدقيتها وحياديتها.
وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد عبدالله القرقاوي، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتنظيم نسخة استثنائية لجائزة أفضل وزير في العالم، تعكس رؤية سموه وإيمان قيادة دولة الإمارات بأهمية تكريم الإنجازات المتميزة والممارسات المبتكرة، وتسليط الضوء على أصحاب الأفكار الاستثنائية وجهودهم لخدمة البشرية، وأن رؤية سموّه تهدف إلى إيصال رسالة ملهمة للعالم بأن الإنسان هو ركيزة الحضارة ومحور صناعة المستقبل.
وقال: «فرضت جائحة كورونا تحديات غير مسبوقة على جميع حكومات العالم، وأجبرتها على تغيير أولوياتها وخططها وأساليب عملها، واتخاذ قرارات سريعة وآنية لمواكبة المتغيرات والتخفيف من التبعات التي خلّفتها، وبعد مرور أكثر من عام على الجائحة، لا يمكن للحكومات أن تواصل العمل بالطرق التقليدية المعتادة، وعليها أن تركز على تعزيز جاهزيتها لتحديات المستقبل عبر تبنّي مفهوم الابتكار والجاهزية والاستباقية في مجالات العمل كافة».
وأضاف القرقاوي أن القمة العالمية للحكومات تمثل المنصة المثالية لتصميم التوجهات الجديدة في عمل الحكومات، وتعزيز التعاون الدولي المشترك لتبنّي منهجيات تلبي تطلعات المجتمعات، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة، والاستفادة من التجارب الناجحة حول العالم والاحتفاء بها وتعميمها، بما يسهم في تطوير رؤى مستقبلية تسرّع مسيرة التقدم والتطور.
وتشمل معايير تقييم الترشيحات لجائزة أفضل وزير في العالم الآثار الإيجابية الاقتصادية والاجتماعية، والإنجازات والنتائج القابلة للقياس التي حققها المرشح خلال توليه مهامه، ومستوى الابتكار والإبداع والريادة في المبادرات والبرامج التي أطلقها، وقد تم استثناء وزراء دولة الإمارات من الترشح تعزيزاً لصدقية وحيادية الجائزة واستقلاليتها.
وتضم لجنة التحكيم نخبة من الخبراء من المنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، وسيتم اختيار الفائزين بالنسخة الاستثنائية لجائزة أفضل وزير في العالم بالتعاون مع «برايس ووتر هاوس كوبرز» «بي دبليو سي الشرق الأوسط» الشريك المعرفي للقمة العالمية للحكومات.
وقال الشريك المسؤول عن إدارة خدمات القطاع الحكومي والعام لدى «برايس ووتر هاوس كوبرز»، رامي ناظر، إن الحكومات التي وضعت أجندة واضحة للتعامل مع الأزمة هي الأكثر استعداداً للتنبؤ بالأزمات في المستقبل والاستجابة لها والتعامل معها والتغلب عليها.
وأضاف: «تعتبر القمة العالمية للحكومات منصة عالمية فريدة تتيح للقادة من القطاعين الحكومي والخاص فرصة للتواصل والتفاعل واكتشاف مستقبلنا المشترك»، مؤكداً أن التزام «برايس ووتر هاوس كوبرز» بالشراكة مع القمة العالمية للحكومات نابع من إيمانها بالتأثير العميق لهذا الحوار العالمي في تبادل الخبرات والتجارب العالمية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة لأفراد المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وقد تم منح جائزة أفضل وزير في العالم، التي أطلقت في الدورة الرابعة للقمة العالمية للحكومات عام 2016، لأربعة وزراء من ثلاث قارات في دوراتها الأربع السابقة، حيث فاز غريغ هانت وزير البيئة القائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية في أستراليا، بالنسخة الأولى للجائزة، لجهوده المميزة في مجال خفض الانبعاثات الكربونية في أستراليا عبر مجموعة من المبادرات والبرامج الوطنية المبتكرة.
وكانت الجائزة في نسختها الثانية من نصيب أوا ماري كول سيك، وزيرة الصحة في جمهورية السنغال، لدورها المحوري في التصدي لاتساع رقعة انتشار مرض «إيبولا»، من خلال استراتيجية وطنية لحماية المجتمع السنغالي من تأثيراته المدمرة، وبرنامج توعوي لمجابهة المرض والتعريف بمسبباته وآليات انتشاره وسبل الوقاية منه.
وفازت سيري مولياني أندراواتي، وزيرة المالية في إندونيسيا، بجائزة أفضل وزير في العالم لعام 2018، بعد أن نجحت في تخفيف معدلات الفقر في إندونيسيا، وتضييق الفجوة في الدخل على مستوى الأفراد، وتحفيز الأعمال الحرة والمشاريع الناشئة وزيادة فرص العمل، لتمكين الفقراء ومساعدتهم على تحقيق دخل إضافي، ما أدى إلى خفض ديون بلادها بمعدل النصف، ووصول قيمة الاحتياطات النقدية الأجنبية في إندونيسيا إلى 50 مليار دولار.
أما النسخة الرابعة للجائزة، والتي تم تنظيمها في 2019، فقد فاز فيها فيروز الدين فيروز، وزير الصحة في جمهورية أفغانستان، تقديراً لنجاحه بالإشراف على مبادرة تلقيح 9.5 ملايين طفل ضد مرض شلل الأطفال، وإنشاء قاعدة بيانات صحية لأفغانستان، وإطلاق «استراتيجية الصحة الوطنية 2020»، والنجاح في زيادة معدل الأعمار عند الولادة بمقدار سبع سنوات، وانخفاض معدل وفيات الأطفال تحت سن خمس سنوات بمعدل 44%، وتراجع معدل وفيات الأمهات بنسبة 19%.
المصدر: الامارات اليوم