يحتفل العالم بعد غد الخميس في 20 الجاري بيوم السعادة العالمي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، ليكون الاحتفال المقبل هو الثاني، وتشارك فيه هيئات وجمعيات في أنحاء عدة من العالم، كما أصبح بإمكان أي راغب أن يشارك عبر الموقع الإلكتروني dayofhappiness.net الذي تسجّل فيه مئات الآلاف، والذي يوفّر روابط تصل بالصفحات الاجتماعية مثل فايسبوك وتويتر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
تكلّم كثيرون عن السعادة وعن مطاردتها وطرق الوصول إليها. تعددت الأقوال والآراء ولعلّ الأصدق كان لرئيس الولايات المتّحدة الأسبق إبراهام لنكولن الذي قال: «وجدت أن نصيب الإنسان من السعادة يتوقف غالباً على رغبته الصادقة في أن يكون سعيداً».
وعلى هامش الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان «السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث» التي عُقدت عام 2012، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «العالم في حاجة إلى نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة، يصب في تعريف السعادة العالمية»، حينها قرر الحاضرون بالإجماع أن يكون 20 آذار (مارس) يوم السعادة العالمي.
ولهذا الهدف، تحرّكت الجمعيّات الأهلية لمساندة قرار الأمم المتّحدة، لعلّها تزرع الفرح والابتسامة على وجوه الأشخاص الذين تعبوا من ظروف حياتهم القاسية، فأعطت الناس حول العالم إمكان المساعدة وتقديم الدعم الممكن وبأبسط الأساليب. فمثلاً في بريطانيا تجمّع العام الماضي لدى الاحتفال للمرة الأولى بيوم السعادة، آلاف الأشخاص حاملين لافتات تدعو إلى نسيان الحزن وتحفّز على القيام بأعمال تضفي الفرح على حياتهم اليومية وتعانقوا تعبيراً عن المحبّة.
أما في الولايات المتحدة فكان التعبير عن الاحتفال عبر تقديم مساعدات للفقراء المشرّدين على الطرق بإعطائهم ما يأكلون وما يشربون وبعض المال، ومنهم من ساهم في إيجاد مأوى لمن لا مأوى له.
وأجريت دراسة في بريطانيا شملت 80 ألف شخص في دول عدة وبنيت على معايير محددة، فكانت أكثر الدول سعادة الدنمارك، تليها بفارق ضئيل سويسرا وبعدها النمسا، وجاءت مصر في المركز الـ 151، وتذيّلت القائمة زيمبابوي وبوروندي.
وبيّنت الدراسة التي نشرتها صحيفة «ذي بريتيش ميديكال جورنال» أخيراً، أن السعادة تنتقل بالعدوى ضمن أصدقاء أو أفراد الأسرة الواحدة لكن ليس بين زملاء العمل.
ويأتي يوم السعادة العالمي 2014 في ظروف تشبه ظروف الحرب الباردة، فيسود الفقر والظلم والقمع دولاً كثيرة، ليعطي فسحة الأمل، التي ما أضيق العيش من دونها، ولو ليوم واحد لشعوب نسيت المعنى الحقيقي للسعادة التي هي حق لكل إنسان.
المصدر: الحياة