العالم يدعو لإحالة النظام السوري للجنائية الدولية

أخبار

واصلت قوات النظام السوري، أمس، خروقها لقرار وقف إطلاق النار، ودخلت في معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة على مشارف الغوطة الشرقية ضمن هجوم بري تواصل رغم الهدنات الروسية اليومية، وتمكنت قوات النظام من السيطرة على قريتين، بحسب المرصد السوري، في وقت قتل 17 من القوات الموالية للنظام في غارات تركية على عفرين، بينما اعلن الجيش التركي عن مقتل ثمانية وإصابة 13 من جنوده خلال المواجهات في تلك المنطقة. 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن قوات النظام سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة في منطق المرج على المشارف الشرقية والجنوبية الشرقية من الغوطة الشرقية. وفي واحدة من أشد المعارك التي شهدتها سوريا منذ سبع سنوات، قتل مئات الأشخاص خلال 12 يوماً من قصف الغوطة الشرقية، وهي جيب من البلدات والمزارع الواقعة على مشارف دمشق، وآخر منطقة كبيرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب العاصمة. وينتزع الأسد بشكل مطرد أراضي مهمة من مقاتلي المعارضة بدعم عسكري حيوي من روسيا وإيران. ويبدو أن دمشق تطبق وسائل عسكرية مجربة في الغوطة الشرقية، تجمع بين الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية، على غرار ما فعلت لاستعادة شرق حلب في عام 2016. وكان مسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا ذكر أن الجيش الروسي أعلن بدء هدنة لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية امس، وهي رابع هدنة في المنطقة خلال أربعة أيام. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول عسكري روسي قوله إنه تم إجلاء طفلين من منطقة الغوطة الشرقية في سوريا خلال الليل.

من جهة أخرى، قال المرصد السوري، إن طائرات حربية تركية هاجمت قوات موالية للنظام أثناء الليل في قرية بمنطقة عفرين، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً.

وأضاف المرصد، أن القتلى بينهم ثلاثة أعضاء من وحدات حماية الشعب الكردية، وأن الباقين مقاتلون يدعمون رئيس النظام السوري بشار الأسد، ودخلوا عفرين الأسبوع الماضي للمساعدة في صد الهجوم التركي. وأكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة في بيان «استهدف الطيران الحربي للجيش التركي نقطتين لتمركز الوحدات الشعبية التابعة للجيش السوري في قرية جما»، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من دون أن يحدد حصيلة. وأعلن الجيش التركي ليل الأربعاء الخميس مقتل ثمانية من جنوده وإصابة 13 آخرين في معارك عفرين، لترتفع حصيلة خسائر القوات التركية إلى 41 قتيلاً، بينما قتل 116 عنصراً من الجيش السوري الحر الذي تدعمه أنقرة منذ بداية عملية «غصن الزيتون». وأعلنت رئاسة الأركان التركية، امس، تحييد 2295 «إرهابياً» منذ انطلاق العملية، مشيرة إلى العملية العسكرية ستتواصل رغم قرار مجلس الأمن الرقم 2401 بشأن هدنة إنسانية في سوريا لمدة شهر.

ووثق المرصد السوري مقتل أكثر من 140 مدنياً جراء القصف التركي على منطقة عفرين، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول إن عمليتها موجهة ضد مواقع المقاتلين الأكراد. واعتبرت تركيا أن قرار وقف إطلاق النار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي «لا يؤثر» في عمليتها، فيما طالبت فرنسا ودمشق بضم عفرين إلى الهدنة.

ودفع الهجوم التركي آلاف الأشخاص للنزوح، خصوصاً من المنطقة القريبة من الحدود، وتوجه جزء كبير منهم إلى مدينة عفرين، وآخرون لجأوا إلى مناطق محاذية تحت سيطرة قوات النظام. (وكالات)

المصدر: الخليج