أكد أدباء وكتَّاب ومتخصصون في شؤون الكِتاب والنشر أن غياب إحصاءات حقيقية عن واقع المهتمين بصناعة قطاع الكتاب يؤدي إلى إثارة الكثير من التكهنات حول علاقة القارئ بالكتاب، وطبيعة القراءة التي يفضلها، وأرقام التسويق الحقيقية، والجدل القائم حول علاقة الكتاب الورقي والإلكتروني في ظل تطور وانتشار الأجهزة اللوحية المختلفة.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية المعنونة «ماذا يقرأ العالم العربي وكيف؟»، التي تم تنظيمها من قبل «بي بي سي عربي»، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، على هامش انعقاد فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك بمشاركة رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، والكاتب والناشر المصري سيد محمود، والكاتب العراقي د. رشيد الخيون، وأدار الندوة عمر عبدالرازق مراسل ومذيع «بي بي سي عربي»، معد ومقدم البرنامج الإذاعي «عالم الكتب».
استهل العامري حديثه بالقول: «المجتمع العربي مجتمع قارئ، وهذا بخلاف المقولة المنتشرة أنه لا يقرأ، فهناك عوامل عدة تدعم توجه المجتمع العربي للقراءة، أبرزها الدين الإسلامي الذي يدعو إلى القراءة، والدليل على استمرار بل وتطور القراءة أن سوق الكتب في الإمارات تبلغ نحو 230 مليون دولار، في حين تبلغ في العالم العربي مليار دولار، كما أن صفقات ترجمة الكتب من العربية إلى اللغات الأخرى بلغت 145 صفقة قبل يومين اثنين فقط، وذلك على هامش البرنامج المهني التابع لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما أن معرض الشارقة للكتاب يشهد سنوياً مبيعات كتب بنحو 40 مليون دولار».
ونوه رئيس هيئة الشارقة للكتاب بضرورة توفير عوامل كثيرة ومتواصلة لجذب أفراد المجتمع إلى القراءة، وأيضاً الاعتناء بجودة المحتوى، وتناسبه مع الفئات المستهدفة والمجتمع، مؤكداً أن الشارقة تعمل برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جعل القراءة أسلوب حياة ممتعاً لدى كل أفراد المجتمع.
وأشار سيد محمود إلى أنه لا يمكن التحكم بالقارئ في ما يُفضّله من كتب، كما أن اتجاهات القراءة لا تحدد بالضرورة أهمية الكتاب المقروء، وإنما نوع وطبيعة التسويق القائمة على ذلك الكتاب هي التي تحدده، وأعتقد أنه أصبح واضحاً حجم وأهمية التسويق الإلكتروني في تحديد كميات الكتب المشتراة، لكنه يعكس في الوقت نفسه مشكلات القرصنة، ويطرح إشكالات حماية الكاتب والناشر عند حصول القارئ على الكتاب المجاني في مواقع النت بعيداً عن حقوق الملكية.
رشيد الخيون، بين أن الجدل القائم حول الكتاب الورقي والإلكتروني لا يستحق كل هذه الضجة، مع أنه وجد مثل هذا الخلاف في التراث العربي القديم عند انتقال الكتابة من وسائط الرقاع والجلود والألواح الطينية إلى الورق.
المصدر: الإمارات اليوم