حذر العاهل المغربي محمد السادس، خلال لقائه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مما أسماه «تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة»، مؤكداً «أننا نعيش اليوم خريفاً كارثياً يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية».
وأكد الملك محمد السادس، من الرياض، «على احترام سيادة الدول، وتوجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء»، مشيراً إلى أن هذه القمة الخليجية المغربية ليس الهدف منها «محاسبة بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية»، محذراً في الوقت نفسه من تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق فـي المنطقة».
وقال العاهل المغربي:«فبعد ما تم تقديمه كربيع عربي، خلف خراباً ودماراً، ها نحن اليوم نعيش خريفًا كارثياً، يـستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز ومحاولات لإشعال الفتنة وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد»، مشيراً إلى أن تداعياتها لن تكون على المنطقة فحسب، بل وعلى الوضع العالمي.
وأعرب الملك محمد السادس عن تقديره للدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه دول الخليج للمغرب لإنجاز مشاريعه التنموية والدفاع عن قضاياه العادلة، لافتاً إلى أن بلاده تمكنت من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية هي نتاج مسار مثمر من التعاون على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة.
وأكد العاهل المغربي«أن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة»وأن المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة، وتقسيم الدول، كما هو الشأن في سورية والعراق وليبيا، مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن.
وشدد أن هذه القمة ليست موجهة ضد أحد بشكل خاص، ولا سيما الحلفاء، معتبراً إياها مبادرة طبيعية ومنطقية لدول تدافع عن مصالحها، مثل جميع الدول، منوهاً إلى مدى خطورة الوضع الحالي خاصة «في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف ومحاولات الطعن من الخلف».
المصدر: صحيفة الإتحاد