أكد سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أن مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) لقطر «لم تكن المرة الأولى»، حيث تم ذلك خلال عام 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات سفراءهما من الدوحة لمدة ثمانية أشهر حيث كان لديهما نفس المخاوف والشكوك حيال دعم قطر للإرهاب.
وأضاف العتيبة، خلال حوار أجرته معه مجلة «ذا أتلانتك» ونشرتها أمس أن العلاقات بين الجانبين عادت بعد ذلك بعد أن وقعت قطر على قائمة من المبادئ، مماثلة لمجموعة المطالب الحالية، مشيراً إلى أن المطالب الحالية أكثر تفصيلاً ودقة، لأن قطر أخلت ولم تلتزم بالاتفاق الذي وقعت عليه في 2014.
وأشار إلى أن قطع العلاقات والمأزق حول استعادتها لا يمثلان أزمة، حيث يبدو أن قطر مستعدة لتحمل تبعاتها، مشيراً إلى ما نشرته «بلومبرج نيوز» التي قالت مؤخراً وفقاً لاقتصاديين إن «قطر استوعبت الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الخليجية»، وأن معدل نموها الاقتصادي في العام المقبل، من المتوقع أن يكون الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك يرجع إلى حقل الغاز الذي تتقاسمه قطر مع إيران.
وقال العتيبة: «لقد مضى ثلاثة أشهر، وأصبحتُ الآن أكثر ثقة من أي وقت مضى بأن القطريين ليسوا جادين بشأن الجلوس وإجراء حوار حول كيفية حل هذه المشكلة»، موضحاً « في رأيي الشخصي أن الأمير تميم لا يسيطر بالكامل على الوضع» مرجحاً سيطرة والديه «حمد بن خليفة والشيخة موزة» على عملية صنع القرار. وقال العتيبة إن أكبر تهديدين للإمارات والمنطقة هما إيران والجماعات المتطرفة، موضحاً أن إيران دولة مستقلة غير أن سلوكها يضر المنطقة ودعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة يهدد استقرار المنطقة، خاصة أن التطرف يحاول خطف المنطقة والوصول إلى السلطة مثلما حدث من جماعة الإخوان في مصر وحماس في فلسطين. وقال إن هذه الجماعات تأخذ الدين كستار وتستخدمه من أجل أهداف سياسية.
ونفى أن تكون إجراءات الرباعي العربي «حصاراً» وقال إنها «إجراءات اتخذناها لحماية أنفسنا منها»، موضحاً أن «الحياة تسير بشكل طبيعي داخل قطر، فلا أحد يجوع أو يموت في قطر، جميع مطارات وموانئ وفنادق الدوحة مفتوحة، الناس تعيش بشكل طبيعي، كل ما فعلنا أن طائراتنا لا تدخل المجال الجوي القطري وكذلك سفننا».
وأضاف العتيبة: قطر تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم تحتضن إرهابيين بعد إيران، منهم 59 شخصا صنفتهم الإمارات على أنهم عناصر إرهابية، و12 منهم على القوائم السوداء الأميركية، ومع ذلك هم ليسوا بالسجن أو رهن الإقامة الجبرية، بل على النقيض تماماً يعيشون بحرية ويجمعون أموالاً لجبهة النصرة والقاعدة والميليشيات الليبية وغيرها من التنظيمات الإرهابية».
المصدر: الاتحاد