أطلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، تقريرها السنوي «الثلاثين»، في القاهرة، وسط حضور عدد من سفراء وممثلي الدول العربية، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر محمد فايق.
وثمن التقرير جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لاتخاذها تدابير إصلاحية إيجابية، في ما يتعلق بتحسين وضعية العمالة الوافدة، وتخفيف القيود النابعة عن نظام الكفيل، إضافة إلى ممارستها سياسة متزنة نحو الحريات، ومقتضيات مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان.
وأكدت المنظمة، احترام الإمارات والتزامها بشروط الحق في المحاكمات العادلة، وفق الميثاق العربي لحقوق الإنسان، مشيدة بجهود الدولة في مضاعفة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة في العديد من ساحات الأزمات في المنطقة العربية، التي تشمل سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين، فضلاً عن مبادرة الدولة بإجراء تحضيرات لإطلاق حملات رسمية وشعبية على المستويين الوطني والإقليمي خلال العام الجاري، باعتباره عاماً للتسامح، وتهدف الحملات لنشر خطاب الإخاء والتراحم، ومكافحة التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية والعنف.
ودعا التقرير الحكومات العربية إلى تعزيز التعاون في سبيل ازدهار حركة حقوق الإنسان، من خلال الجامعة العربية، مشددا ًعلى أهمية التوسع في إصدار تشريعات من شأنها حماية الحقوق والحريات وصونها وتعزيز حقوق الإنسان، إضافة إلى أهمية تخفيف القيود على أنشطة العمل الأهلي والحقوقي.
وقال، إن عام 2016 ناقض التوقعات التي حملها الربع الأخير من عام 2015، إذ لم يضع التدخل العسكري المباشر للقوى الكبرى في سوريا حداً لإراقة الدماء، بل استحال المشهد لهيباً فوق لهيب.
وأوضح أن اتفاق «الصخيرات» الموقع بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية، لم ينجح في وضع نهاية للفوضى في ليبيا، مشيراً إلى أن هذه الفوضى ما لبثت أن تعمقت وضاعفت وتيرة التشرذم.
وأعربت المنظمة، عن قلقها إزاء فشل السلطات العراقية والتحالف الدولي في اتخاذ تدابير للحد من إرهاب تنظيم «داعش» بحق المدنيين، خاصة من اتخاذ المدنيين دروعا بشرية في التمركزات التي يتم قصفها، أو خلال الالتحامات في داخل الأحياء، مؤكدة إدانتها لاستهداف المدنيين.
وأكدت المنظمة أن مصر وتونس نجتا من عاصفة التلاعب الدولي والإقليمي بثورتيهما، وأن تحديات الإرهاب المقرونة بالاشتراطات الاقتصادية الدولية تسببت بتراجع التطلعات، حيث لا تزال الطموحات الشعبية المدعمة بالاستحقاقات الدستورية بعيدة المنال، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية توارت خلف هذا الضباب العربي، ما مكن الاحتلال «الإسرائيلي» من التمتع بغطاء الاضطرابات العربية، وبغطاء الانشغال العربي العميق بالقضايا الذاتية، إضافة إلى غلبة الصراع المذهبي على فلسفة بعض نظم الحكم في المنطقة، منتقدة العمل الرسمي المؤثر العربي في الملف الفلسطيني.
وحول الأوضاع في اليمن أكد التقرير أن ميليشيات الحوثيين وصالح واصلت احتجاز المزيد من المعارضين لها، والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين، بما يقدر بنحو 8 آلاف شخص، بينهم المئات في عداد المختطفين قسراً، مشيرا إلى أن 80% من السكان بحاجة إلى إغاثة.
وأوضح التقرير أن جهود تحقيق التسوية باءت بالفشل، بفعل تخوف ميليشيات الانقلاب من الموافقة على وقف القتال لمدة طويلة، ما قد يساعد في سقوطها خاصة مع ما تواجهه من انتفاضة شعبية داخل مناطق سيطرتها، لذا تسعى هذه الميليشيات جاهدة إلى خرق أي هدنة جنباً إلى جنب، مع عرقلة كل مباحثات التسوية.
ولفت إلى أن النزاعات المسلحة في السودان لا تزال تمثل مصدراً للقلق، فضلاً عن أن تردي الأوضاع في الصومال يعرقل إعادة بناء الدولة الاتحادية.
المصدر: الخليج