كاتب سعودي
ـ أحاول جاهداً إقناع صديقي أنه لا توجد وسيلة إعلام مستقلة ومثالية تماماً؛ حتى الكتاب والشيوخ والوعاظ ينتمون إلى أفكار يتبنونها ويدافعون عنها بقناعة. لكن مع الأحداث الكبرى كالثورات وخروج الملايين إلى الشوارع تجبر الوسيلة الناقلة للحدث على الحياد التام في النقل، وذلك لأن الصورة تصبح واحدة في كل الفضائيات، ولا يمكن تزويرها أو اختطافها لمصلحة جهة ما.
ـ هناك هجمة شرسة على قناة العربية في تويتر، واتهامات إنشائية لها بأنها تقف ضد الدين والمسلمين في كل مكان، وازدادت هذه الحملة مؤخراً؛ لمجرد أنها قامت بتغطية عالية المستوى لثورة 30 يونيو 2013م ما جعل بعضهم يجعلونها سبباً رئيساً لإسقاط مرسي والجماعة. فهل العربية جهاز مخابرات؟!!
ـ لا أظن أن العربية هي من قامت بإخراج المصريين من منازلهم إلى ميدان التحرير احتجاجاً على الرئيس المخلوع مرسي فهذا فوق طاقتها، وهي أيضاً لم تعطهم حصص تقوية في أخطاء مرسي والجماعة؛ من يقول هذا الكلام يمتهن كرامة ووعي المصريين الذين خرجوا ليحولوا دون مزيد من خراب بلدهم.
ـ العربية غطت ثورة 30 يونيو التصحيحية مثل القنوات المصرية والأجنبية تماماً ولم تخترع أعداداً للثوار من عندياتها، ولم تدفع مالاً لثلاثين مليوناً كي يخرجوا إلى الشوارع، ولم تختلف الصور التي نقلتها عن بقية الصور المنقولة في فضائيات العالم؛ فلماذا هذه الهجمة إذاً؟ مجرد سؤال، وأرجو أن تتذكروا معه أنني أتحدث عن قناة إخبارية لا عن جهاز مخابرات حسب علمي!
ـ مرسي والجماعة مارسوا السياسة كأي فصيل آخر وفشلوا بشهادة الشعب المصري وليس بسبب العربية أو غيرها من الفضائيات، ولن ينتهي الإسلام في مصر بانتهاء فصيل أو جماعة سياسية؛ إلا إن كان بعضهم يرى الإسلام مرهوناً في مصر ببقاء الجماعة فهذه أعراض خطيرة لأمراض قديمة نتمنى زوالها عاجلاً، والله الشافي والمستعان.
المصدر: صحيفة الشرق