العصور الذهبية للأنوثة

منوعات

ليس من قبيل المصادفة أن يتم التحول في النظرة إلى المرأة ووضعيتها بالتوازي مع تبني الرجل لمفهوم ملكية المرأة والاستحواذ عليها، ليحافظ على ثرواته ويضمن توريثها لنسل من صلبه، ومع تزايد الهيمنة الذكورية على مقدرات النساء حرمن من الثروة وتم تنحيتهن عن السلطة والعلم والعمل والإنتاج وصارت هذه المناشط جميعاً حكراً على الرجال، ومع بزوغ فكرة «الإثم» صارت المحرمات والعقوبات تزداد شيئاً فشيئاً.

إن أي تحليل لحياة المرأة ومكانتها في العصور القديمة هو مهمة معقدة نظرا لندرة المصادر، ومادة هذا الكتاب وعنوانه «صورة المرأة في العصور القديمة» اعتمدت على الأدلة الأثرية التي خلفتها الإمبراطوريات القديمة في فارس وبابل ومصر، واعتمدت على تحليل الآيات الواردة في إصحاحات التوراة والإنجيل، كما استقت المعلومات من الأساطير اليونانية.

ويقدم هذا الكتاب فهما أعمق لأسباب الاضطهاد المزدوج الذي وقع على عاتق النساء ويفسر ما قد يلجأن إليه من مناورات والتفاف على واقعهن ليحكمن ويسيطرن ويستعدن حقوقهن. 

تشير المترجمة «أمل رواش» إلى أن من يقرأ هذا الكتاب يجد نفسه بصدد بيان الفروقات الحاصلة في صورة المرأة في العهود القديمة، حيث كانت تلك الأزمنة هي الفترة الذهبية للأنوثة، فاتجهت القيم المجتمعية لجهة تقديس المرأة قبل أن ينقلب الأمر عليها، بعد أن بدأت الملكية الخاصة تطل برأسها مترافقة مع بزوغ الإمبريالية وتراكم الثروات.

المصدر: الخليج